“علينا أن نضع الرحمة قبل الحُكم. وبكلّ الأحوال، إنّ حكم الله سيصدر دائماً على ضوء رحمته”. هذا ما أكّده البابا فرنسيس في كنيسة الظهورات في فاطيما مساء البارحة، عندما ترأس رتبة تبريك الشموع، وصلّى بعدها الوردية مع الحشود.
وبحسب ما ورد في مقال أعدّته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، تلا الحبر الأعظم كلمة على مسامع المؤمنين قال فيها: “نحن نرتكب الظلم بحقّ الله ونعَمه عندما نؤكّد أنّ الخطأة يُعاقبون بحكمه، قبل أن تسامحهم رحمته، كما يرد في الإنجيل. إنّ رحمة الله لا تنكر عدله، لأنّ يسوع بذاته حمل عواقب خطيئتنا. ويسوع لا ينكر الخطيئة لكنّه دفع الثمن عنّا على الصليب… فلندع جانباً كلّ شكل من أشكال الخوف لأنّ هذا لا يليق بمن هو محبوب”.
وعن المسبحة الوردية قال: “أيها الحجّاج مع مريم… كلّما تلونا المسبحة الوردية في هذا المكان المقدّس أو أيّ مكان آخر، يستعيد الإنجيل طريقه في حياة كلّ واحد منّا وفي حياة العائلات والشعوب والعالم بأسره”.
من ناحية أخرى، ودائماً خلال سهرة الصلاة التي ترأسها في كنيسة الظهورات مساء أمس، صلّى البابا على نيّة المحرومين والبائسين والمهمّشين والمتروكين وضحايا الظلم قائلاً: “أشعر أنّ يسوع سلّمني إيّاكم”.
وعلى ضوء الشموع التي كانت تلمع في ليل البرتغال، طلب الأب الأقدس “بركات الله على كلّ محروم ويائس سُلب منه الوقت الحالي، وعلى كلّ مهمّش ومتروك وضحيّة لا يُسمح له بأن يكون لديه ماض”.
وأضاف في كلمته: “أرغب في أن أؤكّد لجميع من يجدون أنفسهم متّحدين بي هنا أو في أيّ مكان آخر أنني أحملكم في قلبي. أقبّلكم وأعهد بكم ليسوع”.
من ناحية أخرى، أكّد الحبر الأعظم أنّه “إن أردنا أن نكون مسيحيين، علينا أن نكون مريميّين”، داعياً الجميع إلى فحص ضمير حيال طريقة رؤية مريم: “هل هي معلّمة في الحياة الروحيّة أو سيّدة لا يمكن الوصول إليها وتقليدها؟ هل هي صورة التقوى التي نلتجىء إليها للحصول على طلباتنا؟ هل هي حساسة تمسك بذراع الله العادل؟ هل هي أفضل من المسيح الذي نراه قاضياً لا يرحم؟ أو أكثر رحمة من الحمل الذي ذُبح لأجلنا؟”
وأكّد الأب الأقدس أننا “كلّ مرّة ننظر فيها إلى مريم، نرغب في أن نؤمن بقوّة العطف والحنان”، متمنياً أن يصبح المسيحيّون “مع مريم سرّ رحمة الله الذي يسامح دائماً ويغفر كلّ شيء”.