فاطيما، ميديغورييه، أخوية القديس بيوس العاشر، اللقاء المقبل مع دونالد ترامب والتحرّش بالقاصرين… كلّها مواضيع تطرّق إليها البابا فرنسيس خلال مؤتمره التقليدي الذي يعقده على متن طائرة العودة إلى روما.
وبحسب ما ورد في مقال أعدّته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، أجاب الحبر الأعظم عن أسئلة الصحافيين لأكثر من نصف ساعة على طريق العودة من البرتغال. وقد ابتدأ الأب الأقدس برحلته التي دامت يومين في فاطيما، وهو مكان قال عنه إنّه “يحمل رسالة سلام موجّهة للبشريّة عبر ثلاثة أشخاص لم يتجاوز عمرهم 13 سنة. أمّا إعلان تقديس ياسينتا وفرانشيسكو فقد كان بالنسبة إليّ فرحاً كبيراً ورجاء بالسلام للجميع”.
كما وأشار البابا إلى لقائه المقبل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيستقبله في الفاتيكان في 24 أيار. “سأعبّر له عن رأيي، وهو سيعبّر عن رأيه، لكنني لم أشأ يوماً إصدار حكم بدون الاستماع إلى الشخص المعنيّ. هناك دائماً أبواب ليست مقفلة”. كما ونصح البابا “بالبحث دائماً عن الأبواب التي هي مفتوحة قليلاً والدخول منها ومناقشة النقاط المشتركة والتقدّم إلى الأمام خطوة تلو الأخرى. إنّ السلام فنّ يُصنع كلّ يوم”.
أمّا عن العلاقات مع أخويّة القديس بيوس العاشر التي أسّسها المونسنيور مارسيل لوفيفر والتي لم تعترف بها روما كنسيّاً، فقد أكّد البابا أنّ هناك علاقات أخوّة، مشيراً إلى أنّه على علاقة جيّدة بالمونسنيور فيلاي، إلّا أنّه بطبيعته لا يحبّ استعجال الأمور. “بالنسبة إليّ، إنّها مشكلة إخوة عليهم أن يمشوا معاً فيما هم يبحثون عن طريقة للتقدّم إلى الأمام”.
تعليقاً على قول صحافية إنّ اليسوعي خورخي ماريو برغوليو عُيّن منذ 25 عاماً (في أيار 1992) مساعد أسقف بوينس أيريس، قال البابا: “النساء يعرفن كلّ شيء، صحيح؟ لم أفكّر في هذه المصادفة إلّا البارحة عندما كنت أصلّي أمام العذراء في كنيسة الظهورات. وقد خاطبتها بالأمر قليلاً وطلبت منها السماح على كلّ أخطائي”.
من ناحية أخرى، وبعد ثلاثة أشهر على إرسال مبعوث خاصّ لتحليل الوضع الراعويّ في ميديغورييه، عاد البابا إلى الظهورات المريميّة المزعومة التي شكّلت موضوع لجنة تحقيق دوليّ طُلب عام 2010 من قبل بندكتس السادس عشر: “شخصيّاً، أفضّل العذراء مريم أمّنا، وليس العذراء رئيسة مكتب البريد التي تبعث كلّ يوم برسالة في ساعة محدّدة: هذه ليست أمّ يسوع. إلّا أنّه لا يمكن نكران الناحية الروحية والراعوية للأشخاص الذين يذهبون إلى هناك ويرتدّون ويجدون الله ويغيّرون حياتهم…”
ولدى سؤاله عن استقالة الإيرلندية ماري كولينز في آذار الماضي من اللجنة الأسقفية لحماية القاصرين بعد شجبها “قلّة التعاون” مع بعض الدوائر، شرح الأب الأقدس قائلاً: “لقد خاطبتها، لكنّها تتابع العمل لأجل تدريب الكهنة… إنّها امرأة شجاعة ترغب في العمل. لكنّها أصدرت هذا الاتّهام وقد تكون على حقّ قليلاً لأنّ هناك الكثير من الحالات التي تتأخّر… يلزمنا أشخاص كفوئين… ونحن نتقدّم مع الأمور كما هي. كانت ماري كولينز محقّة في هذا، لكننا نحن أيضاً كنّا على الطريق… إلّا أنّ هناك 2000 حالة متراكمة”.
ومع الإجابة عن سؤال حول الإيمان والصِفة الدنيويّة، لم يخفِ أسقف روما قلقه: “هناك بلدان كاثوليكية لكنّها معادية للإكليروس. لهذا أقول للكهنة أن يهربوا من روح الإكليروسيّة التي بدورها تُبعد الناس؛ إنّها آفة في الكنيسة”.