“يجب أن ندع الروح القدس ينادينا، وأن نتعلّم الإصغاء إليه قبل اتّخاذ قرارات”. هذا ما حثّ عليه اليوم الأب الأقدس المؤمنين خلال عظته الصباحية التي ألقاها من دار القديسة مارتا، في الأسبوع الذي تتحضّر به الكنيسة للعنصرة.
فبحسب ما أورده القسم الفرنسي من موقع راديو الفاتيكان الإلكتروني، انطلق البابا من القراءة الأولى لهذا اليوم من أعمال الرسل، والتي يمكن مناداتها بعنصرة أفسس، بحيث أنّ مجتمع أفسس كان قد عرف معمودية يوحنا بدون أن يكون قد سمع عن الروح القدس. “كانوا أشخاصاً طيّبين يؤمنون، لكنّهم لم يعرفوا هبة الآب. وعندما وضع بولس يديه عليهم، نزل عليهم الروح القدس وأخذوا يتكلّمون بلغات غير لغتهم”.
الروح القدس يشوّش القلوب
الروح القدس يشوّش القلب، كما يمكن أن نقرأ ذلك في الأناجيل، خاصّة وأنّه يدفعنا للتقرّب من يسوع. وها هو الحبر الأعظم اليوم يدعونا إلى أن نتساءل عن المكانة التي يحتلّها الروح القدس في حياتنا: “هل يمكنني أن أصغي إليه؟ أيمكنني أن أطلب وحيه قبل أن أتّخذ قراراً أو أن أقول أو أفعل شيئاً؟ أو أنّ قلبي هادىء وثابت بلا مشاعر… مثل واضعي القوانين الذين كانوا يؤمنون بالله ويعرفون الوصايا، إلّا أنّ قلوبهم كانت مغلقة؟”
السماح للروح القدس بأن ينادينا
دعا البابا المؤمنين إلى أن “يقلقوا” أي إلى أن يدعوا الروح القدس يناديهم كي يساعدهم على التمييز وعدم التمتّع بالإيمان الإيديولوجي. وأكّد البابا: “إن سلكنا الطريق الصحيح، لا يكون هذا أشبه بالعواطف. فالإصغاء يؤدّي إلى التمييز الذي أشعر به في قلبي، لأنّ الروح القدس هو سيّد التمييز. ومن لا يميّز ما يجري من حوله هو إنسان بارد الإيمان، أو إيديولوجي الإيمان، ليس إلّا”.
التساؤل حول علاقتنا بالروح القدس
شجّع البابا المؤمنين للتساؤل حول علاقتهم بروح الله: “هل أطلب منه أن يرشدني إلى الطريق الذي يجب أن أسلكه في حياتي؟ هل أطلب منه أن يعطيني نعمة تمييز الخير من الشرّ؟ لأنّ الخير يسهل تمييزه عن الشرّ، لكن هناك سوء مخفيّ وهو “الخير الأقلّ” الذي يخفي الشرّ. هذا هو السؤال الذي أزرعه اليوم في قلوبكم”.
وختم الحبر الأعظم عظته قائلاً إنّه علينا أن نتساءل إن كان قلبنا قلقاً، أي أنّ الروح القدس يحرّكه، ودعانا إلى أن نتساءل إن كنّا نطلب إلى الروح القدس أن يلهمنا أو أننا نتمسّك فقط بحساباتنا. “في سفر الرؤيا، يوحنا بدأ بدعوة الكنائس السبعة إلى الإصغاء إلى ما يقوله الروح القدس. فلنطلب نحن أيضاً نعمة الإصغاء إلى ما يقوله الروح القدس لكنيستنا ولمجتمعنا ورعيّتنا وعائلتنا وكلّ واحد منّا”.