“بوجه حالات الطوارىء التي تطبع المجتمع، إنّ الكنيسة في الطليعة للتخفيف من جروح البشريّة”. هذا ما قاله البابا فرنسيس بعد ظهر الجمعة 26 أيار، خلال زيارة خاصّة قام بها للأكاديمية الحبرية الكهنوتية، وهي مؤسسة تهدف إلى تدريب السلك الدبلوماسي التابع للكرسي الرسولي.
وبحسب ما ورد في مقال أعدّته مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت، لم يُدلِ البابا بكلمة رسميّة، إلّا أنّه تحاور مع الطلّاب طوال ساعة ونصف، ليترأس بعد ذلك صلاة الغروب ويلقي التحيّة على الكهنة فرداً فرداً. وبعد هذا اللقاء، تشاطر الأب الأقدس العشاء مع الطلّاب والمسؤولين.
تجدر الإشارة إلى أنّ اللقاء كان مطبوعاً بجوّ من الألفة والفرح والبساطة، وأنّ الأب الأقدس ناقش مع 33 كاهناً يتحضّرون حالياً لممارسة كهنوتهم في الدوائر البابوية مواضيع تجارة الأسلحة والنظام الاقتصادي الذي يسلّط الضوء ليس على الإنسان بل على الفائدة، بالإضافة إلى الثقافة السيّئة التي تؤثّر على المسنّ والشاب، ومأساة الهجرة والاتجار.
كما وأشار الحبر الأعظم إلى أنّ دبلوماسية الكرسي الرسولي هي في خدمة الأنجلة التي تشكّل مهمّة الكنيسة. ومن بين ما يجب تعزيزه، أصرّ البابا على القُرب الحسّي وعلى الحوار المتواضع والهادىء والإصغاء المتنبّه، بالإضافة إلى الكلمة الواضحة والمُقنعة.
ولم يخفِ أسقف روما الصعوبات التي تنتظر الدبلوماسيين المستقبليين، خاصّة خطر الانزلاق إلى “العولمة الروحية”، مشيراً إلى أنّ الدواء المناسب لها هو الصلاة العميقة والمستمرّة، كما الحذر الذي هو فضيلة جميع المؤمنين، خاصّة الرعاة.