وصل البابا فرنسيس إلى بوغوتا لأجل زيارة رسولية من 5 أيام، وذلك بعد رحلة دامت 12 ساعة. وبحسب ما ورد في مقال أعدّته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، كان الرئيس خوان مانويل سانتوس كالديرون وزوجته ماريا كليمانسيا رودريغيز مونيرا، كما السفير البابوي المونسنيور إتوري باليستريرو، بانتظار البابا لاستقباله في المطار.
من ناحية التشريفات، لم يتمّ إهمال أيّ تفصيل، بحيث أنّ الأوركسترا والأولاد وفرقة الراقصين كانوا جاهزين لإقامة الحفلة للبابا. وقد تمكّنت فتاة صغيرة من التسلّل والاقتراب من الحبر الأعظم، فقبّلها الأخير وباركها، فيما قدّمت له فتاة أخرى أزهاراً حمراء فقبّلها أيضاً وباركها.
وبعد أن بارك مجموعة من الأولاد ومن المعوّقين (من أصلهم عسكريين مصابين)، وبعد التعريف عن بعثة الرئيس والبعثة البابوية، استأذن الحبر الأعظم من الرئيس ومن زوجته ليستقلّ الباباموبيلي كما جرت العادة. فما كان من الحشود إلّا أن رحّبت به صارخة “فرانسيسكو” طوال الطريق الممتدّ من المطار لغاية السفارة البابوية حيث سيبقى الأب الأقدس لغاية الأحد.
أمّا في السفارة البابوية، فقد اعتلى البابا برفقة الكاردينال روبن سالازار غوميز منصّة مكسيّة بالأحمر للاستماع إلى أغنية “راب” مسيحية وإلى أغان أخرى، كما لمشاهدة الرقصات. وفيما قدّم شباب (كانوا في السابق مدمنين على المخدّرات ومتشرّدين) شهاداتهم، شرحوا أيضاً الهدايا التي قدّموها للبابا: معطفاً من الصوف الأبيض خاصّاً ببلدهم صنعوه بأنفسهم “ليُبقيه دافئاً”، شمعة كبيرة تحمل النور الذي يحييهم، وزجاجاً ملوّناً يمثّل الإفخارستيا.
من ناحيته، حيّى البابا فرنسيس “بطولتهم وشجاعتهم وبسالتهم”، داعياً إياهم إلى “التحلّي دائماً بالفرح والرجاء”: “لا تدعوا أحداً يسلبكم فرحكم ورجاءكم، ولا تدعوا أحداً يخدعكم”. ثمّ دعا الحشد كي يردّد معه “فرح ورجاء”.
بعد ساعتين من الاحتفال، وبعد أن كان الظلام قد حلّ، عاد البابا إلى السفارة البابوية، ليكون على موعد ثان مع الكولومبيين بعد ظهر اليوم، عندما سيلتقي الرئيس وسلطات البلاد، ليتوجّه بعد ذلك إلى الكاتدرائية التي سيبارك من أمامها الحشود قبل لقاء أساقفة البلاد، وإلقاء كلمته ثمّ احتفاله بالقدّاس في منتزه سيمون بوليفار.
نذكّر هنا أنّ موضوع الرحلة البابوية هو “فلنقم بالخطوة الأولى”، وأنّ موضوع النهار في بوغوتا هو “فاعلو السلام، منظّمو الحياة”.