أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أريد اليوم أن أتأمّل معكم حول أعداء الرجاء، لأنَّ الرجاء أيضًا، وككلِّ خير في هذا العالم، لديه أعداء. ليس صحيحًا أنّه “طالما هناك حياة فهناك رجاء”، كما اعتدنا القول. وإنما العكس لأنّ الرجاء هو الذي يعضد الحياة ويحميها ويحرسها ويجعلها تنمو. الرجاء هو الدفع في قلب من ينطلق تاركًا البيت والأرض والأهل والأقارب أحيانًا، ليبحث عن حياة أفضل وأكثر كرامة له ولأحبائه. إنّه الدفع أيضًا في قلب من يقبل الرغبة باللقاء والتعرّف على الآخر والحوار… الرجاء هو الدفع لـ “مقاسمة مسيرة” الحياة. وأسوأ حاجز للرجاء هي النفس الفارغة. إنه خطر لا يُستثنى منه أحد، لأنَّ التجارب ضدّ الرجاء يمكن أن تواجهنا حتى عندما نسير درب الحياة المسيحيّة. لقد أدان الرهبان القدامى أحد أسوأ أعداء الحماس: “شيطان الظهيرة” وهذه التجربة تفاجئنا عندما لا نتوقّعها: تصبح الأيام روتينيّة وضجِرة، ويبدو أنّ ما من قيمة تستحقُّ العناء. إنه الكسل – كما يسمّيه الآباء – الذي يقضي على الحياة من الداخل إلى أن يتركها كقشرة فارغة. إنَّ الله قد خلقنا للفرح والسعادة ولا للتكاسل في أفكار تعيسة. لذلك من الأهميّة بمكان أن نحافظ على قلبنا، رافضين تجارب التعاسة التي لا تأتي بالتأكيد من الله. وحيث تبدو قوانا ضعيفة والمعركة ضدّ اليأس صعبة، يمكننا أن نلجأ على الدوام إلى اسم يسوع قائلين: “أيها الرب يسوع المسيح، ابن الله، إرحمني أنا الخاطئ!”
أُرحّبُ بالحجّاجِ الناطقينَ باللغةِ العربية، وخاصةً بالقادمينَ منالشرق الأوسط. أيّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزّاء، إنَّ الله قد خلقنا للفرح والسعادة ولا للتكاسل في أفكار تعيسة. وحيث تبدو قوانا ضعيفة والمعركة ضدّ اليأس صعبة، يمكننا أن نلجأ على الدوام إلى اسم يسوع قائلين: “أيها الرب يسوع المسيح، ابن الله، إرحمني أنا الخاطئ!” ليبارككُم الرب!
© Copyright – Libreria Editrice Vaticana