“إنّ أسقف الأبرشية هو القاضي الشخصي والوحيد في محاكمة قصيرة لبطلان زواج ما”. هذا ما ذكّر به البابا فرنسيس يوم السبت 25 تشرين الثاني، خلال استقباله في الفاتيكان من شاركوا في ندوة تابعة لمحكمة الروتا الرومانية، أو محكمة الاستئناف لقضايا الزواج، كما نقلته لنا أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
ودعا الأب الأقدس في كلمته التي ألقاها على مسامع الأساقفة إلى ممارسة كهنوت “التعزية الراعوية”، خاصّة وأنّ الأسقف يصبح قاضياً وُلد من الكنيسة، وهو يلعب دوراً محدِّداً في القضايا القصيرة: قاض قريب ممّن يعانون أو من يجدون أنفسهم لوحدهم. “على العدالة أن تساعد القضاة على أن يجدوا راحة الضمير وإرادة الله حيال معاودة اقتراب المؤمنين من سرّ القربان”.
وهنا، أشار الحبر الأعظم إلى أنّ أسقف الأبرشية كان يحوّل في السابق هذه المهمّة للمحاكم، فيما أصبح الأمر الآن ضمن مهمّته بل واجباته، داعياً الجميع إلى ممارسة الرحمة (بما أنّهم “آباء وقضاة للمؤمنين”)، وعدم الاكتفاء بالتوقيع على الحُكم الصادر.
فلنذكّر هنا أنّ الكنيسة، وعبر إعلان البطلان، لا تعلن أبداً أنّ العلاقة البشرية وكلّ ما بناه ثنائيّ ما أصبح معدوماً، بل هذا يعني أنّ “الزواج” لم يحصل بمعنى “السرّ”، على الرغم من المراسم، لحظة تبادل النذور. لا يتمّ أبداً إعلان بطلان أيّ علاقة، بل يُعلن أنّ الشروط لم تكتمل لحظة المراسم، لكي يتمّ “السرّ”. والنتيجة أنّ البطلان في هذا المعنى يعود لقول “غياب السرّ”.
أمّا من ناحية الندوة فقد نُظّمت بين 20 و25 تشرين الثاني من قبل المحكمة الرسولية التابعة للروتا الرومانية حول موضوع الإجراءات الجديدة الكنسية التي بدأ العمل بها عام 2015.
في هذا السياق، دعا الأب الأقدس إلى عدم نسيان أنّ “الكنيسة يمكنها استقبال من جرحتهم الحياة كما الاعتناء بهم، وأنها مدعوّة إلى الالتزام بالدفاع عن قدسيّة الزواج”.
وتمنّى البابا أيضاً أن يزوّد تطبيق الإجراءات الجديدة “الخلاص والسلام” لمن جُرحوا في وضعهم العائلي، موصياً بالتنبّه للرسالتين الحبريّتين “الرب يسوع القاضي الوديع” و”يسوع الوديع والرحوم”، اللتين سهّلتا عمليّة إعلان البطلان في القانونين اللاتيني والشرقي، كما عملية التحليل الجيّد.