“اليوم… وفيما تعصف بالعالم رياح الحروب… يُعيدنا عيد الميلاد إلى الطفل في المذود، ويدعونا إلى التعرّف عليه في وجوه الأولاد، خاصّة من لم يعد لديهم مكان لاستقبالهم في الفُسحة المشتركة، على مثال يسوع”.
بهذه الجملة، اقترح البابا فرنسيس على المؤمنين، الذين اجتمعوا في ساحة القديس بطرس لأجل البركة الرسولية لمدينة روما وللعالم أجمع، التأمّل بطفل المغارة، ضمن جولة على العالم، لرفض معاناة الأطفال، بحسب ما نقلته لنا الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
وبعد الرسالة الميلادية، تلا البابا صلاة التبشير الملائكي مع الحضور، ثمّ بارك مدينة روما والعالم أجمع، مانحاً الغفران ضمن الشروط التي تعترف بها الكنيسة.
كما وذكر في بركته أولاد الشرق الأوسط، وتفاقم التوتّرات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، طالباً من الله “السلام للقدس وكلّ الأراضي المقدّسة”، وداعياً إلى إيجاد حلّ مسالم يتمّ التفاوض عليه بين البلدين. ثمّ ذكر الأب الأقدس أولاد سوريا والعراق واليمن وجنوب السودان والصومال وبوروندي وجمهورية كونغو الديمقراطية وجمهورية وسط أفريقيا ونيجيريا وفنزويلا وأوكرانيا وبرمانيا وبنغلادش.
وفي هذا السياق أيضاً، قال الحبر الأعظم: “نحن نرى يسوع في العديد من الأولاد المجبرين على ترك بلدانهم والسفر لوحدهم وسط ظروف غير إنسانيّة ومخاطر غالباً ما تنتهي بمآسٍ”، داعياً إلى عدم إغلاق القلب أمام هذا القدر من المعاناة: “يسوع يدرك جيّداً الألم الناتج عن انعدام الضيافة والاستقبال، وتعب عدم التنعّم بمكان للنوم. فلتكن قلوبنا مفتوحة، على عكس منازل بيت لحم التي كانت مقفلة”.
بعد البركة الرسولية، تمنّى أسقف روما أن يحرّك عيد الميلاد الرغبة في بناء مستقبل أكثر أخوّة وتضامناً، وأن يزوّد الجميع بالفرح والرجاء. وختم قائلاً: “فلتجدّد ولادة المسيح المخلّص قلوبنا. ميلاداً مجيداً”.