“لا يمكن للعظة أن تكون فاترة… فالعظة هي دائماً “صفعة”: إنّها صفعة تحرّك مشاعرنا وتجعلنا نتقدّم”. هذا ما أكّده البابا فرنسيس صباح اليوم في العظة التي ألقاها من دار القديسة مارتا في الفاتيكان، بحسب ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
وعن الوعظ، تابع الأب الأقدس شرحه قائلاً: “بولس بذاته قال “جنون العظة”. إنّه جنون، بسبب القول إنّ الله أصبح إنساناً ثمّ صُلب وقام من بين الأموات… وماذا قال سكّان أثينا لبولس؟ “سنستمع إلى كلامك بعد غد”…”
ثمّ أضاف أسقف روما: “في الوعظ عن الإيمان، هناك دائماً القليل من الجنون، فيما التجربة تكمن بالإيمان الفاتر”.
كم يشوّهون سمعة بعضهم البعض
وتابع الحبر الأعظم شرحه قائلاً إنّ الإيمان يُنقَل بالشهادة وذاكراً جملة “انظروا كم يحبّون بعضهم البعض”، ومحذِّراً من الشهادة المضادة: “اليوم، في بعض الرعايا، يسمع أحدهم ما يُقال عن هذا أو ذاك… وبدل القول “كم يحبّون بعضهم البعض” يُقال “كم يشوّهون سمعة بعضهم البعض”… إنّ اللسان سكين لتشويه الآخر”.
وهنا سأل البابا: “كيف يمكن نقل الإيمان في جوّ من الافتراء والنميمة؟ لا، بل يجب القول “انظروا، إنّ ذاك لا يتكلّم بالسوء عن الآخرين؛ وهذا يقوم بأعمال خيريّة؛ والثالث يزور المرضى، لمَ يفعل ذلك؟” هنا يبدأ دور الفضول: لمَ يعيش ذاك الشخص هكذا؟ ومع الشهادة، يولد سؤال “لماذا”.. أمّا الجواب فهو: لأنّه مؤمن، لأنّه يتبع خطى يسوع”.
“إنّ الإيمان يُنقَل مع حليب الأم، أي حليب الكنيسة، لأنّ الكنيسة أمّ. وأمومة الكنيسة تصل إلى أمومة المرأة… أشعر بالحزن عندما أرى أولاداً لا يعرفون كيف يرسمون إشارة الصليب… فأمّهم وجدّتهم لم تعلّماهم ذلك. وأفكّر غالباً في ما يتمّ تعليمه في الإعداد للزواج، وفي العروس الجديدة التي ستصبح أمّاً: هل يتمّ تعليمها أنّه عليها نقل الإيمان؟”
ثمّ ختم الأب الأقدس عظته طالباً إلى الرب أن يعلّمنا جميعاً أن نكون شهوداً وواعظين، وأن نكون كالأمّهات ننقل الإيمان.