Tableau de beatification, FC:

أبونا يعقوب: يا له من خرابٍ حيث لا يكون الله

من كلمات الطوباوي أبونا بعقوب الكبوشي

Share this Entry

“أنا صوت صارخٌ في البرّيّة” (لو3:4)

في البرّيّة، أي في قلب الخاطئ، لأنّه يشبه القفر.

يا له من خرابٍ حيث لا يكون الله، يا له من قحلٍ حيث لا ينزل ماء النّعمة، وحيث لا تشرق الشّمس، والرّوح القدس لا يزرع.”

                                                          أبونا يعقوب الكبّوشي

يقودنا الرّوح القدس بإلهام نوره، لنصل إلى القداسة… يقودنا عبر ضياء نعمه فينا، إلى كمال الفرح والرّجاء، يمسكنا صولجان الفضائل، والمواهب … أمّا نحن فمهمّتنا الوحيدة، هي شراء نفوسنا، والاغتناء عبر الإماتة، والتّوبة، والصّلاة، والصّوم…

يعتبر أبونا يعقوب أنّ الإماتة، هي مقاومة الشّهوات الرّديئة المتأصّلة فينا، هي مقاومة حبّ الذّات … كما يؤمن أنّ حبّ الذّات يرينا كلّ شيء مرًّا، أمّا صوت النّعمة، فيظهر لنا كلّ مرٍّ حلوًا.

يدعو دومًا إلى الصّلاة، والمشاركة في الرّياضات الرّوحيّة، ويعتبرها كورق الخريف عند سقوط كلّ ورقة، نرى السّماء بأفسح مجال…  والإماتة برأيه هي لذّة كبرى، هي لذّة الانتصار على اللّذة….

لذلك ردّد دومًا:”من أراد الصّلاة بدون إماتةٍ، كمن يضع بخورًا في مبخرةٍ بدون جمر… “

بالصّوم، والإماتة، تتأجّج النّفوس حبًّا بالرّبّ … وتبتهج رانيةً إلى فوق…. في الإماتة، لذّة التّخلّي عن مغنطيس الشّهوات الأرضيّة،  وفرحة التّجرّد من سلاسل المجتمع الخانقة…

في الصّوم نداء إلى التّوبة…

صوت الرّب يصرخ في أعماقنا… في صدى فراغنا، في أنين خطيئتنا.. صوت الرّب يبحث عنّا دائمًا، ليدفئ فتورنا… لينتشلنا من مرارة واقعنا… صوت الله يوقظنا من غفوة كسلنا، ويخلّصنا من براري تحجّرنا…

فلنصغِ إليه ….”اليوم إذا سمعتم صوته، فلا تقسّوا قلوبكم”(عب3- 15)

الرّبّ طيّب الفؤاد، وحلو الصّوت… طوبى لنا إن سمعناه….

Share this Entry

فيكتوريا كيروز عطيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير