مساء الثالث من أيار 2018، توجّه البابا فرنسيس إلى الأكاديمية الحبرية الكهنوتية في روما، بناء على ما كتبته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
في التفاصيل، وصل الأب الأقدس في السادسة مساء، واستقبله رئيس الأكاديمية المونسنيور جيامبييرو غلودر، بالإضافة إلى الرؤساء والطلّاب والأختين مارتا ومريم اللتين تخدمانهم. وبعد صلاة المساء، سلّم البابا على كلّ فرد شخصياً وتبادل معهم الأحاديث.
بعد ذلك، جرى تبادل بين الحبر الأعظم وطلّاب هذه المؤسسة (المدعوّة أيضاً “مدرسة السفراء”) حول الدبلوماسية الحبرية، ضمن لقاء وُصف بالبسيط والعائلي الفرح.
وقد أشار البابا في سياق التبادل إلى ثلاثة أبعاد أساسيّة للدبلوماسيّة الحبرية، التي عليها أن تكون بداية بنّاءة: في الواقع، إنّ ممثّلي الكرسي الرسولي مدعوّون لأن يكونوا ينعمون بروح الحوار والوساطة واللقاء والانفتاح.
كما وعلى الدبلوماسية الحبرية أن تكون روحية، أي “دبلوماسية الرُكب” التي تجد قوّتها في الصلاة!
وأخيراً، على الدبلوماسية الحبرية أن تكون كهنوتية، إذ أنّ الممثّلين الحبريين مدعوّون أن يكونوا قبل أيّ شيء كهنة، ورعاة يميلون إلى المصالحة والوحدة والتطوّر الإيجابي ضمن المجتمع البشريّ.
كما وذكّر الحبر الأعظم أنّ الانخراط في الأكاديمية هو أيضاً نداء من الكنيسة، خاصّة وأنّ الدبلوماسية الفاتيكانية هي في خدمة الكنائس المحلية، بهدف مساعدتها بتواضع وكرم لتنمو عبر تقييم غناها، وعبر مرافقتها في الصعوبات، دائماً مع تفضيل الحوار وعدم خشية طريق الصليب.
من ناحية أخرى، أبرز البابا أربعة أسس لتشكيل الدبلوماسيين: الأبعاد الروحية والفكرية والراعوية وبُعد المجتمع، مشيراً إلى أنّه في بداية حبريّته، لم يتركه الرب لوحده، وأنّ اللقاءات في دار القديسة مارتا كانت تُريحه.
نذكر أنّ اللقاء كان أيضاً فرصة للتطرّق إلى مواضيع تتعلّق بالسينودس حول الأمازون، والاعتداءات الجنسية على القاصرين، والعلاقات المسكونية وبين الأديان، وبُعد سينودس الكنيسة، ودور أسقف روما. وبعد هذا اللقاء، تناول الأب الأقدس العشاء مع الطلّاب ومدرّبيهم.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الأكاديمية مؤلّفة من 35 كاهناً من 19 بلداً، يتدرّبون لأجل الخدمة الراعوية الخاصة بالسفارات البابوية ومهمّات الكرسي الرسولي في العالم.