في عالم يتلهّف على أنغام التقات الصورة ك_”السلفي” وغيرها، يبقى الكلمة مرجعا، الصوت صداه ومداه : انه الخادم الأمين لصوت سيده (ر.ا، مت ٢٤: ٤٥- ٥١) “في البدء كان الكلمة” (يو ١: ١) فعندما يزول كل شيء وتؤسر الصور والالبومات : الذكريات- في مقابر النسيان، أو يحرقها غضب الإنسان في آلاته الحربية ظنا منه، بانه يقضي على عدوه اللدود، الأثر، فيمحو إن استطاع صور الاخرين وذكرياتهم وانصابهم وشوراعهم وارصفتهم ومعابدهم، علّه يموت كل شيء ويصير عدما.
يبقى الكلمة الحياة المفصل هو من سيقيمنا بصوته الحي، من موت صورنا البالية لينهصنا من أرشيف حياة ملأناها صورا واحداثا، تنتظر أن تحيا بلمسة ذبذبات صوت وفعل وكلمة ولغة ونظرة ورائحة : القائم من القبر “الحق الحق اقول لكم : تأتي ساعة وقد حضرت الآن، فيها يسمع الأموات صوت ابن الله والذين يسمعون يحيون” (يو٥: ٢٥) “انتم رائحة المسيح الطيبة” (٢قور ٢: ١٥) “قال هذا ثم صاح بأعلى صوته: “يا لعازر، هلمّ فاخرج”. فخرج الميت مشدود اليدين والرجلين بالعصائب، ملفوف الوجه في المنديل. فقال لهم يسوع :”حُلوه ودعوه يذهب” (يو١١: ٤٣- ٤٤) فقامت الصورة من نتانتها، وجه جديد في صوت وكلمة وحنجرة “غير ان بطرس قام فأسرع إلى القبر وانحنى، فلم ير إلا اللفائف فانصرف إلى بيته متعجبا مما جرى”( لو٢٤: ١٢).
الصورة تنتظر رجع الصوت الحيّ مشهد القبر الفارغ، المنتظر دومًا لغة الوضوح ليُفهم ويُفسر ويُنطق، بصوت وتأمل وقناعة، على أنغام اناشيد تدحرج الحجر… “السلام عليكم” (لو٢٤: ٢٦) : الصوت النظرة، الحضور، الجسد والوجه، انها قيامة الصور كلها و”النور يشرق في الظلمة” (يو ١: ٥) الايقونة الحيّة بفضل القائم. قامت صورة آدم فنفض عنها البهتان والإصفرار لتنهض معه الذكريات من جديد، وتتشح بألوان مشحة النور فتجد هذه المرّة معنًى لها بفضل معنى الكلمة محور المعاني كلها “وحينئذ فتح أذهانهم ليفهموا الكتب” (لو٢٤: ٤٥) فاتقد القلب وشع الوجه، فصارت الصور أناجيل ناطقة تشع بحضور وصوت ووجه الله المحبة “.
وهناك امور أخرى كثيرة اتى بها يسوع لو كُتبت واحدا واحدا، لحُسبت ان الدنيا نفسها لا تسع الأسفار التي تُدوّن فيها” ( يو ٢١: ٢٥) صورتك المائتة، ستتجدد بصوت كلمته الحية، فمن يحيا الكلمة في الصوت، سيكون لديه معنى الصور كلها. تلميذ يسوع هو كنز للكلمة، ينضح في الصوت في وجه معبّر مشع بصفاء القلب العابد… فلا تكن صورة بلا صوت، وإن اقتضت الحاجة ان تضحي، فليسبقك الصوت إلى الإعلان والشهادة “انه ليس هنا بل قام” هللويا.