“إنّ أكبر تميّز قد نحصل عليه وأكبر ترقية قد نحصل عليها هي خدمة المسيح في شعب الله المؤمن”: هذا ما أعلنه البابا فرنسيس لمناسبة انعقاد الكونسيستوار العادي العام يوم 28 حزيران 2018، لخلق 14 كاردينالاً جديداً (من بينهم بطريرك بابل للكلدان لويس رافائيل الأول ساكو)، بحسب ما نقلته لنا أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
إذاً، وبعد كونسيستوار البارحة، أصبح مجلس الكرادلة يعدّ 125 ناخباً (أي من لم يبلغوا بعد سنّ الثمانين)، و101 كاردينالاً تخطّوا الثمانين، ليصبح المجموع 226 كاردينالاً (خُلق من أصلهم 77 من قبل يوحنا بولس الثاني، 75 من قبل بندكتس السادس عشر، و74 من قبل البابا فرنسيس).
أمّا في الكلمة التي ألقاها في الكونسيستوار، فقد دعا الأب الأقدس الكرادلة إلى “عدم النسيان أنّ يسوع، وقبل أن يحني رأسه على الصليب، لم يخشَ الانحناء أمام تلاميذه وغسل أرجلهم”، مشيراً إلى “وجوب خدمة المسيح في الجائع والمنسيّ والسجين والمريض والمدمن والمتروك وجميع الأشخاص الذين يحملون تاريخهم ورجاءهم وانتظاراتهم وخيبات أملهم وآلامهم وجراحهم”.
وتابع البابا قائلاً: “هكذا تتّخذ سلطة الراعي طعم الإنجيل بدلاً من أن تكون صنجاً يرنّ… ليس على أحد من بيننا أن يشعر أنّه “أعلى” من الآخر، ولا أن ينظر إلى الآخرين من فوق. لا يمكننا أن ننظر إلى أحد من فوق إلّا عندما نكون نساعده على النهوض”.
واقترح الحبر الأعظم على الكرادلة اتّخاذ البابا القديس يوحنا الثالث والعشرين مثالاً أعلى، مُذكِّراً بوصيّته الروحيّة ومشيراً إلى الرسالة في كلّ إصلاح كنسيّ.
من ناحية أخرى، وكما جرت العادة بعد الكونسيستوار، توجّه البابا فرنسيس مع الكرادلة الجدد لزيارة البابا المتقاعد بندكتس السادس عشر، وصلّوا معه “السلام” في الكنيسة، ثمّ سلّم كلّ منهم عليه شخصياً.
بعد ذلك، التقى الكرادلة الجدد المؤمنين ضمن زيارات التهنئة في قاعة بولس السادس في الفاتيكان.