حفظ التقليد على مر العصور صورة بولس الرسول كما تحدثت عنها بعض الكتب القديمة ككتاب (أعمال بولس وتقلا)؛ حيث يرد (رأينا بولس رجلاً قوي، قصير القامة أصلع الرأس عاقد الحاجبين وأنفه معقوفٌ قليلاً). وهكذا غالباً ما نرى الرسول في اللوحات الفنية: الرجل النشيط النحيل والقصير نسبيّاً أصلعاً و ملتحيًا.
أما بطرس فظهر في الصور والجدرانيات القديمة برأسٍ مكتمل الشعر، بالرغم من ان القديس جيروم من القرن الرابع كان يلمح من تقليدٍ سابق أن بطرس كان أصلع الرأس هو أيضاً. أما تصويرات القرون الوسطى غالباً ما تُظهر هامة الرسل أصلع من مؤخرة الرأس، وأحيانًا فقط مع خصلة شعر متبقية على الجبين. فراجين، الأسقف على جنوى (1298) و المعروف بجمعه قصص وأخبار كبار القديسين، يشرح أن هذا التصوير يعكس تقليداً يفيد أن الوثنيين في أنطاكية كانوا قد أزالوا الجزء الأعلى من شعر بطرس للإذلال.
قد تكون من هنا جذورالعادة التي درجت عند بعض الرهبان بحلق جزء من شعر الرأس كما نرى مع القديس أنطونيوس البادوفي مثلاً.
على أية حال، فيما تتعدد المصادر وتتلون اللوحات:
يبقى القديسين بطرس وبولس عامودي الكنيسة.
ومن الجميل أن نعرف أنه يرد في سفر الملوك الأول من العهد القديم ذكر لعامودين من البرونز في الهيكل. وكل منهما يحمل إسماً :
“وأوقف العمودين في رواق الهيكل. فأوقف العمود الأيمن ودعا اسمه «ياكين». ثم أوقف العمود الأيسر ودعا اسمه «بوعز» ” (1 ملوك 21:7)
الركن الأول:
إسمه (ياكين) أي (الرب يؤسس) وصورة التأسيس ترتبط ببطرس، حيث يرد في (إنجيل متى 16: 18) وأنا أقول لك أيضا: أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.
أما الركن الثاني:
إسمه (بوعز)، و بوعز هو سلف الملك داود وعرف بزواجه من راعوث، الأممية التي تحولت الى الإيمان. لذا فإن بوعز يستبق بقوة صورة بولس “رسول الأمم”!!!
اليوم في عيدهما، نصلي كي نحظى بثبات عامودي الكنيسة بالشهادة حتى ولو كلّفت الإستشهاد.
WIKIMEDIA COMMONS
بطرس وبولس عامودا الكنيسة
في عيدهما اليوم الجمعة 29 حزيران