من خطايا عصرنا وفراغنا، إبتعادنا عن الكتاب المقدَس وعن قراءته يوميّاً والتأمل فيه… إنّ إهمالاً كهذا يُدخلنا في ظلمات الروح والقلب، لأنّ كلمة الله تحمل إلينا دائماً نور حياة الله، نور حبّه وسلامه ومشيئته .
أفلا يكون إهمالنا للقراءة والثقافة الروحية والدينية والإنسانية علامة جهل وانحدار؟؟؟
أوَلا يؤدّي بنا الابتعاد عن الكتاب المقدّس وتعاليمه (التي هي بمثابة خريطة طريق) إلى نسيان وجود “الضمير” في كلّ واحد منّا؟
إنّ الضمير هو مسكن الله فينا وصوته الحي بالروح القدس. فعندما نشعر أنّ ضميرنا لا يقول لنا شيئاً أو لا نحسّ به، أو أننا نؤجّل صوته ونبقى كما نحن، (وكل واحد منّا يعرف ذاته في هذا المجال)، فهناك مشكلة ألا وهي “تسكيت الضمير”، أي أننا قد أدخلنا نترات الموت إلى ضميرنا.
أمّا إذا توقّف ضميرنا عن التأنيب، فلنتنبّه جيداً لئلّا يكون ذلك سببه كثرة خطايانا المتراكمة في داخلنا واللامبالاة، وابتعادنا عن كلمة الله.
ولقد قال البابا يوحنا بولس الثاني في هذا الصدد إنّ “خطيئة عصرنا الكبرى هي موت الضمير وعدم الإحساس بالخطيئة”، فهل نعي ذلك؟ فيما الدواء هو فحص الضمير الدائم والتوبة الحقيقية والرجوع إلى الرب بقلب نقي، عَمَلاً بكلمته.
لذلك فلنستيقظ وننفض عنّا الغبار المتراكمة والملبّدة في نفوسنا….
يا سيّد الحياة، يا يسوع الفرح، يا كلّي العطف والحنان، يا حباً لا يُدرَك غوره، يا سلامَ القلوب، أدخل أيّها القائم من الموت وانزع من داخلنا وقلوبنا ما سبّبه إهمالنا من أجزاء ميتة فينا بسبب خطايانا وابتعادنا عنك.
أَدخِلنا في فرحك الذي لا يُدرَك، أعطِنا حباً لا ينتزعه منّا أحد. هبنا أن نتخطّى آلامنا وأوجاعنا وضعفنا وصعوباتنا، وأن نرى فيك رجاءنا وأملنا مهما انتابنا من وجعٍ وظلم، آمين.