في مقاربة مميّزة لتجلّي الرب على الجبل، ينقل لنا الأب جورج بورونات تصوّراً مستحدثاً للحدث. بطرس، يعقوب، ويوحنا يرون يسوع كما لم يروه من قبل. ماذا لو كان بين أيديهم (آي فون) هناك ؟؟؟ كانت ستتصدر صور السيلفي الفيسبوك التابع لهم تحت عناوين “مدهش- رائع – مهيب…” أمام يسوع المتجلي بمجدٍ وبريق لامع، هتف بطرس:
“يا رب ، حسن لنا أن نكون هنا.”
مشهد آخر … ليلٌ آخر… بستان الجسمانية!!
هناك أيضاً يرى التلاميذ الثلاثة يسوع كما لم يروه من قبل ، ولكن بطريقة مختلفة جداً عن جبل التجلي. هنا يسوع يعاني ، يتعرق بالدم أمام ظلام البشرية والصليب الآتي. هو يسوع نفسه، و لكن على جبل طابور لم يكن أحد منهم يريد المغادرة، أما هنا فلا أحد يريد البقاء. فرّ التلاميذ … بقي واحد، ليعود بمفارقة – كما هي دائماً أمور الله – ليصف لنا ساعة الصلب ويطلق عليها تسمية “ساعة المجد”. للمستغربين هنا: فالمجد عند يوحنا ليس مجرد بريق إنما هو ” ثقل حضور الله” و لذلك تضحي ساعة الصليب ساعة المجد. فهناك حيث نظنّ أنّ كل بريق قد خفت … يبقى الله سيد الحضور!!
يدعونا الرب أن نكون أصدقاءه؛ والأصدقاء الحقيقيون يلتزمون ببعضهم في السراء والضراء. الأصدقاء الموثوقون والثابتون هم الذين سيرافقونك إلى جبل الجلجلة كما الى طابور ؛ إنهم الذين يمكنك الاعتماد عليهم إذا كان الجو مشمسًا أو ممطرًا، باردًا أو حاراً، سواء أكانوا متعبين أو نشطين.. لديهم المتسع من الوقت أم مشغولين…
علّمنا يا رب أن نفهم أنه “حسن لنا أن نكون معك ” في أي مكان وفي أي وقت، مهما كانت ظروفنا… علّمنا أن نرى “مجدك” بريقاً و لكن أيضاً نميّز مجدك ” ثقل حضور” يعيننا في قلب الظلمة. اليوم، و نحن نذكر تجليك على جبل عالٍ… مد يدك وإرفعنا الى مستوى صداقتك التي دعوتنا إليها، واجعل من حج حياتنا صوبك قمم وفاء وإرتقاء…
Robert Cheaib - flickr.com/theologhia
في عيد تجلي الرب: حسن لنا أن نكون معك
اجعل من حج حياتنا صوبك قمم وفاء وإرتقاء