Robert Cheaib - theologhia.com

طوبى ليوحنا المعمدان الذي اتخذ الحقيقة طريقًا

في تذكار قطع رأسه في 29 آب

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

برز في روزنامة يوم الأربعاء 29 آب تذكار قطع رأس يوحنا المعمدان على يد هيرودس الملك لأنّ النبي كان يبكّته على إنحراف سيرته.
وراء كواليس هذا الحدث تفاعل حميم بين الحقيقة و الحب في آن (المعمدان الذي يمهد الطريق ليسوع الرب والإنسان)… و يبقى المكوّن الثالث، هيرودس – الذي هو الأنا الضيقة، تقاوم منطق التغيير الذي يأتي به الحب وتمهّد له الحقيقة. نسمي أنانيتنا “حفاظًا على سلامنا “، ونوّد إبقاءه مهما كان الثمن!!
يروي لنا الإنجيل كيف تكتلت “عائلة” هيرودس (فعلى ما يشرح الأب جوليان داكورث الأنا لدينا معقدة جدا!):
سالومي الجميلة الساحرة – عاطفة الأنا الحسية – تتلوى و ترقص: فلا نستهين بمؤامرات الأنا ومخططاتها، وحبكة ميولها….. إنها جذابة جداً وعلينا مراقبتها بحدة عين الصقر و ضبطها بإرادة موج البحر الذي لا يكلّ ولا يتعب!!
إستشهد يوحنا على يد هيرودس ثمناً لرقصة وهيرودس كان يبدو و كأنه قدم رأس يوحنا على “مضض”:
كل الخطورة تكمن أننا نريد أن نبقي الحقيقة كأفكار بدل أن نذهب ونقوم بما تحث عليه الحقيقة!! فالحقيقة لا تنفصل عن الحب الفاعل، يمكننا عزلها فقط “بقطع الرأس” وإمساكها مقطوعة من الجسم!!
“انظر حقيقتي!” و لكنها بالطبع ميتة!!!
الرأس والقلب …
كانت القديسة الشهيدة أديت شتاين تحذّر من فصل إثنين: الحقيقة عن المحبة وتوصي ألا تقبل شيئًا على أنه “حقيقة” إذا كان يفتقر للحب ولا تقبل شيئًا على أنه “حب” إذا كان يفتقر للحقيقة.
….
لا حقاً ستتألم الحقيقة وأيضاً الحب على صليب الرب! و لكن هنا كل الفرق: فمع الرب قد تدخل الحقيقة الى قبر ولكنها لن تقبع هناك … فمن هو الحق والحب هو أيضاً الحياة … ستشرق القيامة وطوبى للمعمدان الذي سبق وإتخذها طريقاَ !

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير