“التكلّم بلغة الشباب، لا سيّما اللغة الرقميّة، لكن أيضاً عرض أبعاد الصمت والتأمّل عليهم”: تلك كانت رغبات آباء السينودس الذين قدّموا مداخلات بعد ظهر 4 تشرين الأول، ضمن الاجتماع الثالث لجمعية سينودس الأساقفة حول الشباب.
في التفاصيل بناء على ما ورد في مقال أعدّته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، تكلّم حوالى عشرين كاهناً البارحة متمنّين ألّا يكون الشباب “أدوات، بل أتباعاً لإعلان الإنجيل”، وأن تكون الكنيسة “أمّاً ومنزلاً ومتعاطفة تصغي، وصوتاً للّذين لا صوت لهم”.
كما وحذّر بعض الآباء في مداخلاتهم من الاستهلاكيّة في الغرب، و”التي قد تُطفىء حماسة الشباب الذين تُرِكوا مرتبكين بلا أحلام ولا إيمان”، بسبب إيديولوجيّات.
التكلّم بلغة الشباب
كما واعتقد الآباء أنّه “على الكنيسة أن تتكلّم بشجاعة عن جمال اقتراح المسيحية حول الأمور الجنسيّة بدون محرّمات، والتنبّه لِمن لم يعيشوا العفّة خلال فترة الخطوبة”. كما واعترف البعض أنّ معظم الرعايا لا تتماشى وانتظارات الشباب الذين يبتعدون عن الكنيسة بعد تثبيتهم.
ثمّ أشار آباء السينودس إلى أنّ الشباب هم قلب الكنيسة، مُقترحين أن يتمّ خلق مجلس حبريّ متكرّس لهم، بهدف مساعدتهم على إعادة إيجاد الثقة بالكهنة، تلك الثقة التي تزعزعت بسبب أزمة الاعتداءات.
الصمت والتأمّل
من ناحية أخرى، أُجرِيت اقتراحات حول المرافقة الروحيّة التي تُظهر القيم الأبديّة المؤدِّية للسعادة الحقيقيّة، مع مراعاة وقت نضوج كلّ إنسان، ومع إعادة إطلاق التعليم المسيحي والليتورجيا اللذين أنقذا العديد من المسيحيّين في إطار الاضطهادات.
كما وأشار الكهنة إلى وجوب إظهار أهمية الصلاة للشباب: عندما ينقص بُعد الصمت والتأمّل في الكنيسة، يتمّ البحث عنهما في مكان آخر.
أمّا المواضيع الأخرى التي تمّ التطرّق إليها فقد تراوحت بين الجنود الذين التحقوا بالجيش وهم أولاد، أولاد العائلات المفكّكة أو الأولاد المدمنين، البطالة، الفساد، الاتجار بالبشر، المهاجرين الشباب الذين يتركون بلادهم بحثاً عن حياة أفضل، فينتهي بهم الأمر بفقدان جذورهم والابتعاد عن الإيمان وعدم ترك مواهبهم تُثمر.