يشرح إنجيل التطويبات، “طوبى للفقراء ]…[، طوبى للودعاء ]…[، طوبى للرحماء ]…[ فإنّهم…”، دعوة وروحانيّة القدّيسين ورسالتهم. (متّى 5: 1-12).
يكلّمنا السيّد المسيح عن القداسة بأنّها دعوة كلّ معمّد “كونوا كاملين كما أنّ أباكم السماويّ كامل هو” (متّى 48: 5)، “كونوا قدّيسين لأنّي أنا قدّوس” (1بط 1: 6).
ضحّى المسيح بحياته لكي يقدّس الكنيسة، أي أبناء الله المخلّصين، بقوّة حبّه وأعمالهم الصغيرة، من أجل “إخوتي هؤلاء الصغار”، “كلُّ ما فعلتموه لأحد إخوتي هؤلاء الصغار، فلي عملتموه” (متّى 25: 40). ويقول بولس الرسول بهذا الخصوص “إنّ مشيئة الله إنّما هي قداستكم” (1 تس 4: 3).
أليست القداسة مشروع الله لكلّ معمّد ومؤمن بيسوع المسيح؟ ألا نملك القدرة والقوّة لنتبع طريق الربّ؟ أي طريق القداسة؟ أليست القداسة أعمالاً صغيرة لكنّها كبيرة بنظر الله الرحوم والمحبّ البشر؟
تعالوا أيّها المعمّدين والمؤمنين إلى ربوع حياة الربّ يسوع، حاملين “إخوتنا الصغار”، برحمة ومحبّة، مساعدين إيّاهم قدر المستطاع، على تحمّل أعباء وصعوبات وأحزان الحياة اليوميّة. لتكن رحمتنا فعل محبّة وليس فعل “شفقة”. لنتذكّر حكم الله على الإنسان الذي سيكون من خلال معيار مدى رحمة ومحبّة الإنسان لأخيه الإنسان. لنستمرّ بجهادنا نحو القداسة بالرغم من الهوان. لنعمل “أعمالنا الصغيرة” بحبٍّ وتفانٍ وإتقانٍ كما علّمنا الربّ يسوع. أليست “أعمالنا الصغيرة الحسنة” شهادة عن إيماننا؟ وعن قداستنا؟
لنصغي إلى الله من خلال الصلاة، لكي نتعرّف إلى “العلامات” التي تقودنا إلى القداسة.
لنحافظ على روح القداسة التي تغمرنا يومًا بعد يوم من أجل تثبت الفرح والأمان والسّلام. لنحافظ على روح “الطوبى”، أي “السّعيد” بمعنى آخر “القدّيس”. لنكن أمناء لتعاليم الربّ، من خلال عيشنا كلمته وتطبيق أعماله وبذل الذات، كي نبلغ السعادة الحقيقيّة. لنحافظ على روح الفقر والوداعة والرجاء والرحمة والنقاء والصلاح والمسالمة والفرح.
لا ننسى كلام الربّ “لأنّي جعت فأطعمتموني، وعطشت فسقيتموني، وكنتُ غريبًا فآويتموني، وعريانًا فكسوتموني، ومريضًا فعدتموني، وسجينًا فجئتم إليَّ” (متّى 25: 35-36).
لنتحلَّ بالصبر والتحمّل، ولنتمسّك بروح التضامن والتعاضد بعيدين عن الأنانيّة و”الفردانيّة”.
نعم، القداسة في حياتنا مسيرة يوميّة نتقاسمها مع الآخر من خلال أعمال الرحمة والمحبّة، ” قلت لكم هذه الأشياء ليكون بكم فرحي فيكون فرحكم تامًّا” (يو 15: 11).
لنتّخذ هؤلاء القدّيسين مثالاً لنا لنقتدي بفضائلهم عاملين بتعاليم المسيح، فهكذا نستحق مشاركتهم في المجد الأبديّ.