“الحرب تبدأ من المنزل، مع المنافسات في العائلة وفي الرعيّة ومكان العمل، إلّا أنّ هذا هو المكان الذي يجب أن يبدأ فيه السلام”.
هذا ما أشار إليه صباح اليوم البابا فرنسيس ضمن عظته التي ألقاها من دار القديسة مارتا، بحسب ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، داعياً المؤمنين إلى عيش المجانية والبحث عن الوفاق.
كما وحثّ الأب الأقدس الجميع على “عدم القيام بالأشياء بحسب المصلحة، كاختيار الصداقات لأجل المنفعة مثلاً، لأنّ هذا شكل من أشكال الأنانيّة والتمييز، فيما رسالة يسوع هي المجانية التي توسّع الحياة والأفق لأنّها عالمية. على العكس، إنّ المنافسة والتبجّح هما عنصران للتقسيم وهما يعاكسان الوحدة”.
ومرّة جديدة، حذّر الحبر الأعظم من النميمة “لأنّ الكثير من الأشخاص يشعرون أنّه لا يمكنهم أن ينموا، فيقلّلون من شأن الآخرين عبر النميمة ليكونوا فوقهم، وهذه طريقة تحطّم الأشخاص. إنّ المنافسة هي نضال لسحق الآخر، وهي بشعة. قد تكون مفتوحة ومباشرة أو غير مباشرة، لكنّ الهدف منها دائماً هو تحطيم الآخر ورفع النفس، لأنني أعجز عن أن أكون طيّباً وفاضلاً”.
كما وأصرّ البابا على أنّ “المنافسة تقضي على مجتمع بأكمله وعلى عائلة كاملة، كالمنافسة بين إخوة على إرث تركه الوالد، وهذا يحصل يوميّاً”.
ثمّ ختم البابا عظته مشيراً إلى أنّ الحرب تحصل من الداخل قائلاً: “عندما نقرأ أخبار الحروب، وعندما نفكّر في أنباء جوع الأولاد في اليمن، ثمرة الحرب… يا للمساكين! لكن لمَ ليس لديهم ما يأكلونه؟ إلّا أنّ الحرب نفسها تحصل عندنا في مؤسّستنا مع هذه المنافسة: من هنا تبدأ الحرب! وعلى السلام أن يحصل هنا، مع البحث دائماً عن الإجماع والوفاق، وليس عن المصلحة الشخصيّة”.