يوم السبت الماضي، وفي بازيليك القدّيس بطرس، احتفل الأب الأقدس بالذبيحة الإلهية على نيّة 163 شخصاً من البطاركة والكرادلة والأساقفة الذين توفّوا خلال السنة، أي بين 30 تشرين الأول 2017 و24 تشرين الأول 2018، وهو تقليد يحصل كلّ سنة غداة يوم تذكار الموتى، أي في 3 تشرين الثاني.
وبحسب ما نقله الزملاء في القسم الفرنسي من زينيت، يبلغ عدد الكرادلة 9، من بينهم بطريرك إنطاكيا للسريان أغناطيوس بطرس الثامن عبد الأحد. ومن بين الأساقفة المئة والأربع والخمسين الذين توفّوا خلال هذه السنة، ثمة اثنان أرمنيّان وواحد ملكيّ وآخر مارونيّ.
أمّا في العظة التي ألقاها البابا لهذه المناسبة، فقد أشار إلى أنّه “بوجه الرب، المظاهر لا تهمّ، بل القلب، فالأساسيّ هو غير مرئيّ بالنسبة إلى العيون”.
وأضاف قائلاً: “إنّ الخدمة هي التذكرة التي يجب تقديمها لدى دخول الحياة الأبديّة. وما تبقّى من الحياة عند عتبة الأبديّة ليس ما ربحناه، بل ما أعطيناه”.
كما وقال الحبر الأعظم إنّ “الحياة نداء مستمرّ للخروج… نحن عابرو سبيل، إلى أن نصل إلى المعبر الأخير. وما يبحث عنه العالم، من التشريفات إلى السلطة والمظاهر والمجد، يتلاشى بدون ترك أثر. لذا، من المهمّ الابتعاد عن المظاهر العالميّة للاستعداد للسماء. يجب قول “لا” لثقافة التبرّج التي تُعلّم الاهتمام بالمظاهر. إنّما بالعكس، على القلب أن يكون نقيّاً ومَصوناً ، لأنّ الداخل هو الثمين في عينَي الرب، وليس الخارج الذي يختفي”.
في السياق عينه، أكّد الأب الأقدس أنّ “الحبّ لا يُرتَجَل، بل يجب أن يتغذّى في اللحظة الحاليّة يوماً بعد يوم”. وحذّر أسقف روما من “تجربة الدخول في حياة بلا حبّ… إن كنّا نعجز عن الاستثمار في الحبّ، تنطفىء الحياة. ولا يمكن للمدعوّين إلى عرس الحمل أن يعيشوا حياة أفقيّة مسطّحة تتتابع بدون انطلاقة، وتبحث عن القليل، وتسعى خلف ما هو سريع الزوال. إنّ حياة مملّة وروتينيّة تكتفي بالقيام بالواجب بدون بذل الذات ليست حياة تليق بالعريس”.
ومتوجّهاً إلى الكهنة، أشار البابا فرنسيس إلى أنّه في الكهنوت، وخلف كلّ اللقاءات والنشاطات التي يجب تنظيمها والملفّات التي يجب معالجتها، “يجب عدم نسيان انتظار العريس. ولا يمكن للأساس إلّا أن يكون قلباً يحبّ الرب وينظر إلى الأعلى. إنّ المهمّ هو الإصغاء إلى صوت العريس”.