“الطفل هو دائماً بركة”: هذا ما أكّده البابا فرنسيس ضمن الحديث الذي أجراه مع الأب ماركو بوتزا اللاهوتي ومرشد سجن بادوفا، وذلك ضمن الحلقة الرابعة من برنامج “السلام عليك يا مريم” التي ستُعرَض الليلة على قناة التلفزة الكاثوايكية الإيطالية TV 2000بحسب ما نقلته لنا الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت.
وقد أشار الأب الأقدس إلى أنّ “مريم هي بركة لنا لأنّها أمّ عُريِنا. فالخطيئة تذلّنا وتُظهر عُريَنا، والعذراء تغطّينا… وبدون حنان، لا يمكننا أن نفهم أمّاً، ولا يمكننا أن نفهم مريم”.
وهنا، أخبر البابا عن اختباره في باري عندما نظر في الكاتدرائية إلى أيقونة العذراء التي تحمل الطفل يسوع: “لأوّل مرّة كنت أرى الطفل العاري تغطّي مريم نصفه. إنّ مريم تُغطّي عرينا. فالأمّ هي الوحيدة التي يمكنها فهم ولدها لأنّها تعرفه عارياً في بطنها وعلى ثديها: إنّها تلده عارياً. كما وأنّ مريم استلمت ابنها عارياً بين يديها عند أقدام الصليب، وغطّته مجدداً”.
وأكّد البابا أنّ الطفل “لا يكون أبداً لعنة. قد يكون صليباً بالنسبة إلى الأمّ، لكنّ الطفل بركة دائماً”.
وتابع البابا شرحه قائلاً إنّ “مريم لم تكن امرأة بغاية القوّة، بل كانت امرأة عاديّة ممتلئة نعمة، لكن اعتيادية. والقوّة من هذه النعمة تأتي من الروح القدس الذي رافق مريم طوال حياتها”.
كما وتأمّل الحبر الأعظم أيضاً بحبّ الله لشعبه، وهو حبّ أبوي وأموميّ: “الله قال ذلك بنفسه (لدى إشعيا والأنبياء الآخرين)، عندما عرّف عن ذاته كأمّ: أحفظك كأمّ، فالأمّ لا تنسى رضيعها. وإن هي نسيته، فأنا لا أنساه. هذا جميل!”
وتابع البابا: “عندما أقرأ هذا المقطع، أتذكّر أمّي. ونحن جميعاً مدينون لأمٍّ، وعندما نقول “السلام عليك يا مريم” نصل أنفسنا بالعذراء مريم وبأمّهاتنا”.
وهنا، تطرّق البابا إلى قصّة الابن الشاطر قائلاً: “فلنفكّر في والد هذا الابن الذي يحاور ولدَيه… فكلاهما بعيد عن حبّ الآب. والله ينتظرنا كلّ يوم، كما انتظر الأب عودة ابنه فرآه آتياً من بعيد. وعندما تنبّه إلى عدم مشاركة الابن البكر بالحفلة، خرج لمناداته. وهذا الأب بذل كلّ شيء لصالح ولديه، فيما يتكلّم المتصوّفون عن “الجنون الإلهي” وعن كون “حبّ الله لشعبه جنوناً”: “لم أخترك لأنّك ذكيّ أو لأنّك الأكبر أو الأقوى. أنت الأصغر في العالم”… وهكذا الله يحبّ”!