إلهي حبيبي،
آه كم إشتقت لذلك “الطفل الصغير” الذي كان في داخلي،
ذلك الطفل الذي كان يمضي الليل في البكاء لأنه قام بخطيئة صغيرة، خطيئة لا تليق بحبّك.
ذلك الطفل الذي كان يستيقظ في الليل متسائلاً إذا قام بالصلاة قبل النوم، فيمسك مسبحته ويبدأ بالصلاة إكراماً لحبّك.
ذلك الطفل الذي كان يتسابق لخدمة القداس ومساعدة الكاهن.
ذلك الطفل الذي كان لا يميّز الألوان والأعراق والأديان بل كان بنظره كل الناس متساوين ومحبّين وطيّبين.
ذلك الطفل الذي كان يقوم كل أسبوع بالقدوم إلى كرسي الإعتراف ليقول للكاهن لم أسمع الكلمة من أهلي ومعلمتي و… يعترف بخطايا تعكس براءته وقدسيّته.
وكم أكره ذلك “الرجل الكبير” الذي في داخلي الآن،
ذلك الرجل الذي قتل ضميره وصوت الله في داخله فأصبحت الشهوة والخطيئة مثل أيّ أمر ما لا تهزّ له جفن بل ينام مرتاح البال.
ذلك الرجل الذي لم يعد يجد وقت للصلاة خالقاً لذاته أعذاراً مزيّفة يُرضي بها كبرياءه.
ذلك الرجل الذي أصبحت الناس بنظره جميعها ذات مصلحة وقاتله وشريرة، أخاه هو الذي يحمل دينه وعرقه ودمه، أمّا الآخر فهو عدوّ مفترس يجب القضاء عليه.
ذلك الرجل الذي لا يتقدّم من كرسي الإعتراف لأنه يشعر بالخجل بقولها، ويا ليته شعر بالخجل عند القيام بها.
ذلك الرجل الذي أصبح المقعد الخلفي بالكنيسة هو الأحبّ عليه معتبراً بأنّ القداس هو مجرّد واجب وثقل وعادات إجتماعية.
إلهي، حبيبي، أريد أن أعود طفلاً، أريد أن أعود طفلاً تكون أنت أباه، ولا أريد أن أكون بعد الآن رجلاً إعتقد بأنه أصبح كبيراً وحرّاً وبأنّ الحرية تستوجب الإستقلال عن سلطة الأب وآرائه…
إلهي، حبيبي، دعني أولد من جديد…