“إن كنتُ أعجز عن إعطاء شيء ما، فلأنّ ذلك الشيء يمتلكني وأنا عبد له”: هذا ما حذّر منه البابا فرنسيس صباح اليوم ضمن تعليمه الذي ألقاه خلال المقابلة العامة مع المؤمنين من ساحة القديس بطرس، بحسب ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
مُتابِعاً سلسلة تأمّلاته حول الوصايا، ومُتوقّفاً عند وصيّة “لا تسرق”، قال الأب الأقدس “إنّها تعني: أحبِب بما لديك، واستفد من وسائلك لتحبب كما تستطيع… لأنّ الحياة ليست وقتاً للامتلاك بل للحبّ. إنّ الوصيّة السابعة يمكن أن تُفهم أيضاً ضمن مجال أوسع من اقتناء خيرات الآخر. والعناية الإلهية قصدت أن يكون هناك اختلاف بين المقتنيات في العالم، لكي يتمكّن البعض من مساعدة الآخرين في حاجاتهم. إلّا أنّ كثراً يعيشون اليوم في عوز مُدقع. وليست الخيرات هي التي تنقصهم، بل العمل الذي يؤمّن إنتاج تلك الخيرات وتوزيعها بطريقة عادلة”.
وتابع أسقف روما شرحه قائلاً: “على الإنسان أن يعتبر أنّ ما يملكه شرعيّاً يمكنه أن ينفع أيضاً آخرين. وإن عجز الإنسان عن إعطاء قسماً ممّا لديه، فلأنّ ذاك الشيء يمتلكه وأصبح عبداً له. إنّ امتلاك الخيرات مناسبة لنكبر في المحبّة وفي الحرية. إنّ المسيح مثالنا، هو الذي لم يتمسّك بالصفّ الذي كان يساويه مع الله، بل محا نفسه ليُغنينا بفقره”.
وختم البابا تعليمه قائلاً: “نحن أثرياء لكن ليس بالخيرات، بل بالحبّ”.