“إنّ عيش الإيمان مع مَن هم بحاجة إليه أمر بغاية الأهمية بالنسبة إلينا كلّنا. فالأمر ليس خياراً اجتماعيّاً، وليس موضةَ حبريّةٍ، بل هو ضرورة لاهوتيّة”: ترأس البابا فرنسيس صباح الأحد 18 تشرين الثاني قدّاس يوم الفقراء العالمي الثاني في بازيليك القديس بطرس، بحضور ملايين الحجّاج، ومن بينهم أعضاء من الحركة الفرنسيّة “فراتيلو”، بناء على ما كتبته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
وقد حثّ الأب الأقدس في عظته التي ألقاها على سماع “صرخة الفقراء جميعاً” قائلاً: “إنّ يسوع سمع صرخة بطرس. فلنطلب نحن نعمة سماع صرخة من يعيش في المياه العكرة؛ صرخة الفقراء”.
وقد أشار الحبر الأعظم إلى الصرخات التي تجتاز العالم قائلاً: “إنّها الصرخة المخنوقة التي يُطلقها الأولاد الذين يعجزون عن الولادة، والصغار الذين يُعانون من الجوع، والأولاد الذين اعتادوا على أصوات القنابل بدلاً من صرخات الفرح. إنّها صرخة المتقدّمين في السنّ الذين تمّ إبعادهم وتركهم لوحدهم. إنّها صرخة مَن يجد نفسه يواجه عواصف الحياة بدون وجود صديق. إنّها صرخة مَن عليه أن يهرب تاركاً بيته وأرضه بدون معرفته الهدف الذي سيبلغه. إنّها صرخة شعوب كاملة محرومة من الموارد الطبيعيّة التي هي متوفّرة لديهم. إنّها صرخة شبيهي لعازر الذين يبكون، فيما يتنعّم الأغنياء بالمآدب التي تعود للجميع. إنّ الظلم هو الأساس الفاسد للفقر… إنّ صرخة الفقراء تصبح أقوى كلّ يوم، إلّا أنّ الإصغاء لها يخفّ مع كلّ يوم، خاصّة وأنّ ضجّة بعض الأثرياء (الذين يقلّ عددهم لكن يزداد ثراؤهم) تعلو أكثر”.
من ناحية أخرى، وخلال تلاوة النوايا، قال أحد أعضاء “فراتيلو”: “يا رب، مدّ لنا يدك وأمسِك بنا. ساعدنا لنحبّ كما تحبّ أنت. علّمنا أن نتخلّى عمّا هو زائل، وأن نشجّع مَن يقف قربنا، وأن نُعطي مجّاناً لمن هو في عوز”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ البابا فرنسيس تناول الغداء بعد صلاة التبشير الملائكي مع مئات الأشخاص الفقراء.