“لا يمكننا أن نتحرّر لوحدنا بدون موهبة الروح القدس”: هذا ما أشار إليه البابا فرنسيس صباح اليوم ضمن المقابلة العامة مع المؤمنين من ساحة القديس بطرس، ومع اختتامه سلسلة تعاليمه حول الوصايا، بحسب ما نقلته لنا أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
في التفاصيل، وضمن شرحه، تكلّم الأب الأقدس عن أهمية فقر المؤمن أمام الله، مُشيراً إلى ضرورة الحفاظ على القلب: “أيها الإخوة والأخوات، نختتم لقاءاتنا حول الوصايا بالوصيّة العاشرة: لا تشتهِ مقتنى قريبك. وهذه الوصيّة تسلّط الضوء على كون جميع التجاوزات مولودة من جذر داخليّ مشترك، ألا وهو الرغبات السيّئة”.
وأضاف البابا: “لن يكون للوصايا نفع إن لم تلمس قلب الإنسان، فهذه هي نقطة الوصول. إن لم يتحرّر القلب، فلا نفع للباقي”.
في السياق عينه، شجب الأب الأقدس الرياء قائلاً: “إنّ تعاليم الله قد تصير واجهة جميلة لحياة نعيشها بصفتنا عبيداً وليس أبناء. فغالباً خلف القناع الفرّيسي لما هو صحيح، يختبىء شيء سيّىء وغير محلول”.
وعلى العكس، دعا البابا المؤمنين إلى “الاعتراف بحقيقة حالة المؤمن الذي يقرّ بفقره أمام الله”: “إنّ الوصايا تُرينا فقرنا لكي توصلنا إلى تواضع مقدّس. والإنسان بحاجة إلى ذلك، لأنّه بهذا يكتشف أنّه لا يستطيع أن يتحرّر لوحده بدون هبة الروح القدس. وستحمل جهودنا ثمرة إن انفتحنا على العلاقة مع الله، في الحقيقة والحرية”.
وبالنسبة إلى البابا، إنّ الاعتراف بالفقر الروحيّ هو الذي يسمح بأن ننفتح على الرحمة الإلهية: “إنّ الهدف من الوصايا هو إيصال الإنسان إلى حقيقته، أي فقره الذي يصبح انفتاحاً أصيلاً وشخصياً على رحمة الله الذي يغيّرنا ويجدّدنا”.
كما وقال أسقف روما إنّ الأمر يتعلّق بجعل أنفسنا “متسوّلين”: “إنّ كلمات الوصايا الأخيرة تدعونا إلى أن نعترف بأننا متسوّلون، وهي تساعدنا على أن نقف أمام فوضى قلبنا لنكفّ عن العيش بأنانيّة، ولنصبح فقراء بالروح، وأصيلين أمام الآب، سامحين له بأن يُخلّصنا عبر الابن وأن يثقّفنا عبر الروح”.