Annunciation - SAJ-FSP - Pixabay CC0

عجيبة هي أمّك

تأمّل لمار أفرام السرياني

Share this Entry

ضمن مسيرتنا نحو عيد الميلاد، سنتأمّل في أسبوع بشارة العذراء بمقتطف من كتاب “من تسابيح الميلاد” لمار أفرام السرياني، كما نشر محتواه موقع سلطانة الحبل بلا دنس الإلكتروني، علّ هذه التأمّلات تجعلنا نشعر بالقيمة الحقيقية للعيد، وتلمس قلوبنا كفاية لنفهم عمق معناها، بعيداً عن كلّ المظاهر التي ترافق العيد!

عجيبة هي أمّك!

لا يستطيع أحد أن يعرف أمّك أيها الرب!

هل يسمّيها عذراء؟ وهوذا ابنها موجود!

هل يسمّيها متزوّجة؟ وهي لم يعرفها رجل!

فإن كان لا يوجد من يفهم أمّك، من يكون كفْ لفهمك أنت؟!…

مريم نالت من قبلك أيها الرب كلّ كرامة المتزوّجات.

لقد حبلت بك بغير زوج، كان في صدرها لبن على غير الطبيعة،

إذ أخرجت من الأرض الظمآنة ينبوع لبن يفيض!…

إن حملتك، فبنظراتك القديرة تخفّف حملها، وإن أطعمتك فلأنّك جائع،

وإن سقتك فلأنّك عطشان، وإن احتضنتك أنت جمرة المراحم، فإنك تحصن صدرها!

عجيبة هي أمّك!

الرب دخلها فاصبح عبداً! الكلمة دخلها فصار صامتاً داخلها!

الرعد دخلها فهدأ صوته! راعي الكلّ دخلها فصار فيها حملاً!…

بطن أمك غيّرت أوضاع الأمور يا منظّم الكلّ!

الغنيّ دخلها فخرج فقيراً! العالي دخلها فخرج منها في صورة وضيعة!

الضياء دخلها فأخفى نفسه، وخرج في صورة يمكن أن تُحتقر!

القدير دخلها فأخفى نفسه! مُعطي الطعام دخلها فصار جائعاً!

مروي الجميع دخلها وخرج ظمآن! ساتر الكلّ خرج منها مكشوفاً وعرياناً!…

ما ألطف وداعتك! ما أعظم قدرتك! حكمك قدير، ومحبّتك حلوة!

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير