Message Aux Jeunes Des Antilles 2018 @ YouTube

السياسة الصالحة هي في خدمة السلام

تقديم رسالة قداسة البابا فرنسيس لليوم العالمي الثاني والخمسين للسلام

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

المركز الكاثوليكي للإعلام – عقد قبل ظهر يوم أمس رئيس أساقفة أبرشية صور المارونية ورئيس اللجنة الأسقفية عدالة وسلام المطران شكرالله نبيل الحاج، مؤتمراً صحافياً، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام في المركز الكاثوليكي للإعلام، قدم فيه رسالة قداسة البابا فرنسيس لليوم العالمي الثاني والخمسين للسلام، تحت عنوان السياسة الصالحة هي في خدمة السلام“. ويحتفل بهذه المناسبة بالذبيحة الإلهية غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، الاحد الواقع فيه 6 كانون الثاني 2019،  في تمام الساعة العاشرة صباحا، في الصرح البطريركي – بكركي,

شارك إلى جانبه، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، المنسق العام للجنة د. فادي جرجس والمسؤولة الإعلامية في اللجنة السيدة سوزي الحاج، وعدد من الإعلاميين.

 

أبو كسم

بداية رحب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وقال:

“نلتقي اليوم كما في نهاية كل سنة، لنعلن في بداية السنة الجديدة عن رسالة قداسة البابا فرنسيس الخاصة بيوم السلام العالمي. وهذه السنة اختار قداسته عنواناً لليوم العالمي الثاني والخمسين للسلام “السياسة الصالحة هي في خدمة السلام”. ونتلمس من هذه الرسالة أن السياسة هي فن الممكن أي خدمة الجماعة، وهي أيضاً خدمة مجانية في سبيل الأمة والوطن وبالتالي فأن ممارستها تندرج في إطار التفويض المعطى لمن يمارسون العمل السياسي والمسؤولية السياسية في بلادهم.”

تابع “إذن مما تقدم يتبين لنا أن ممارسة السياسة هو عمل نبيل وشريف هذا إذا ما إلتزم السياسيون بالمبادىء والقيم الإنسانية والوطنية من أجل تحقيق الخير العام بموجب التفويض المعطى لهم من الناس.”

أضاف “أما اليوم وللأسف فإننا نرى بعض من يمارسون السياسة يسعون إلى تحقيق مكاسب شخصية على حساب الخير العام وبالتالي فهم يضربون السلام الإجتماعي، فينغمسون بالفساد، ويتفننون بممارسته فينهبون المال العام، ويستغلون الناس، فلا يمكن أن ننجز إية معاملة في دوائر الدولة من دون أن تدفع “بارطيل” تحت شكل الإكرامية، وما الكلام على المحسوبيات في التوظيفات التي يحظى بها المقربون والمحظوظون، دون النظر إلى كفاءتهم، فيما خريجوا الجامعات يقفون أمام السفارات للحصول على تأشيرة لتفجير طاقاتهم في بلدان الاغتراب.”

 وقال “إن ما نعانيه اليوم من تعنت سياسي يزيد من نسبة اليأس في مجتمعنا، فنسبة البطالة وصلت إلى 30 بالمئة ونسبة الفقر تعدت نصف المجتمع اللبناني والطبقة السياسية غير آبهة لهذا الوضع همها الوحيد تحقيق مكاسب سياسية على حساب الوضع الإقتصادي والإجتماعي والإنساني.”

وتساءل أبو كسم “إمام هذا الواقع، كيف يمكننا التكلّم على السياسة الصالحة التي توّلد السلام؟

وختم “أيها الإخوة، لا يسعنا مع بداية هذه السنة إلاّ أن نرفع الصوت عالياً لنهّز الضمائر علّها تستفيق من أجل تحرير لبنان من قيود السياسة الفاسدة مقرونة بالدعاء والصلوات إلى ربّ السلام، لينشر سلامه في النفوس والعقول، ليزهر سلاماً في لبنان والعالم، وكل سنة وأنتم بخير.”

 

الحاج

ثم قدّم المطران شكرالله نبيل الحاج رسالة البابا فرنسيس للسلام فقال:

“بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي الثاني والخمسين للسلام يسر اللجنة الأسقفية “عدالة وسلام” المنبثقة عن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان أن تدعوكم أولاًً للمشاركة في الإحتفال بهذه المناسبة، كما يهمها أن توّجه من المركز الكاثوليكي للإعلام رسالة قداسة البابا فرنسيس لهذا العام تحت عنوان: “السياسة الصالحة هي في خدمة السلام”.

تابع “ينطلق الحبر الأعظم من المهمّة التي رسمها يسوع لتلاميذه عندما قال لهم “أي بيت دخلتم، فقولوا أولاً السلام لهذا البيت فإن كان فيه ابن سلام، فسلامكم يحلّ به وإلا عاد إليكم”. فمَنحُ السلام هو محور رسالة تلاميذ يسوع”  ورسالة هؤلاء الأشخاص الذين “يرجون السلام وسط مآسي تاريخ البشرية وعُنفه” ، مُعبرًا هكذا عن أمنيته للعام الجديد أن يحلّ السلام “لهذا البيت”، أي لكل أسرة أو جماعة أو بلد أو قارة أو كل شخص أو أيضا في البيت المشترَك الذي هو الخليقة بأكملها.”

أضاف “يشبّه البابا السلام بالرجاء الذي عبّر عنه الشاعر شارل بيغي بأنه “يشبه زهرة هشّة تحاول أن تتفتح وسط أحجار العنف”.

وقال “من هنا تناول البابا تحديات السياسة الصالحة التي تُبنى على ثورة الخدمة المعبّر عنها بكلمات يسوع الشهيرة “من أراد أن يكون أول القوم فليكُن آخرهم جميعًا وخادمهم”.”

تابع “فإن العمل السياسي والمسؤولية السياسية يشكلان، بحسب قول البابا، “تحديًا دائمًا لجميع الذين يقومون بخدمة بلدهم ولحماية جميع سكّانه والعمل على تهيئة الظروف لمستقبل كريم وعادل “رافعًا السياسة الى أسمى معاني المحبة ” عندما تُمارَس في إطار إحترام الحياة والحرية وكرامة الإنسان”.

أضاف “إن رسالة الحبر الأعظم مُفعمة بالرجاء السماوي الذي لا ينظر إلى العالم بعين البشرية بل بعين الله المحبّة التي لا تفقد الإيمان بقُدرة الإنسان على صُنع الخير وعلى المحبة مهما كثُرت فظاعة أعماله.”

أردف “وهذا الأمر معبّر عنه بشكل رائع في “تطويبات السياسي” الذي يذكرها البابا في رسالته والتي كُتبت على يد خادم الله الكاردينال الفيتنامي فرنسوا كزافييه فان توان الذي عاش ظلم السجن السياسي والإضطهاد لأكثر من ثلاث عشرة سنة فخرج من السجن قديسًا.”

تابع “فحملت هذه التطويبات في طياتها الأقوال التالية: “طوبى للرجل السياسي الذي يُدرك دوره إدراكًا عاليًا وسعيه بعمق، الذي يعكس في شخصه مصداقيته، الذي يعمل للخير العام، الذي يحقق الوحدة، الذي يلتزم لتحقيق تغيير جذري في قلبه، الذي يعرف كيف يُصغي، الذي لا يخاف من قول الحق ولو على نفسه، الذي يدرك دوره إدراكًا عاليًا ويعيه بعمق، الذي يعكس في شخصه المصداقية، الذي يعمل من أجل الخير المشترك، لا لمصالحه الشخصيّة، الذي يبقى متّصفاً بالأمانة، الذي يحقّق الوحدة، الذي يلتزم بتحقيق تغيير جذريّ في قلبه، الذي يعرف كيف يصغي والذي لا يخاف.”.

أضاف “وينبّه أيضا البابا فرنسيس في رسالته إلى رذائل السياسة التي وصفها “بأنها عار على الحياة العامة وتُعرّض السلام الاجتماعي للخطر” ومن بينها الفساد بمظاهره العديدة كالعمل ضدّ الخير العام واستغلال الناس وانتهاك حقوقهم، إستغلال السلطة للمصالح الشخصية، إحتقار المهجرين وعدم الإعتناء بالأرض عبر الإستغلال غير المحدود للموارد الطبيعية.”

وقال “إن السياسة الصالحة، حسب قول البابا ” تعزز مشاركة الشبيبة عبر تشجيع المواهب الشابة ودعوة كل فرد من أفراد المجتمع للمساهمة في بناء البيت المشترك، فإن كل شخص “يحمل في ذاته وعدا”  يمكن أن يطلق طاقات جديدة ، فكرية ، ثقافية وروحية ” . فانعدام الثقة المتأصّل في الخوف من الآخر أو القومية المتعصبة يضعف الأخوّة التي يحتاج إليها العالم بشدّة.”

تابع “يحضّنا البابا على أن نتعلم من  “الدرس الرهيب” المُتأتي من الحروب بين الإخوة لا سيما الحرب العالمية الأولى التي مرّ مئة عام على اندلاعها، فالسلام لا يُبنى على  “توازن القوى والخوف”.”

أضاف “يؤكد قداسته على أنه هُناك أخطار تهدد السلام بحسب البابا ومنها الانتشار غير المُنضبط للأسلحة وتعزيز ثقافة الخوف، والإرهاب الذي يمارَس على الضعفاء واتّهام المهاجرين بجميع الشرور ومَحو كل علامة رجاء عند الفقراء.”

وقال “لكنه ينوّه الحبر الأعظم بكل الجهود التي تُبذل لأجل حماية الأطفال ولأجل الدفاع عنهم هؤلاء الأطفال الذي يدفعون غاليا ثمن عنف الحرب وعواقبها.”

تابع “وبمُناسبة الذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان يدعو قداسته أنه علينا أن نعي أن السلام يبدأ في ارتداد القلب والروح وأنه يجب الانتباه الى أبعاد ثلاثة: أولا بناء السلام مع الذات عبر “ممارسة بعض العذوبة نحو الآخرين” حسب القديس فرنسوا دي ســال. ومن ثم بناء السلام مع القريب والصديق والفقير والعالم. وأخيرا السلام يُبنى مع الخليقة التي تحدّثنا عن اكتشاف عظمة هبة الله والمسؤولية المُلقاة على عاتق كل واحد منّا بالحفاظ على البيئة.”

وختم بالقول “يختم الحبر الأعظم رسالته بالقول أن “سياسة السلام ” تعرف الضعف البشري وتأخذه على عاتقها”، وهي تُستلهم من نشيد العذراء مريم الذي ترفعه بإسم كل البشر “رحمته (أي الله) من جيل إلى جيل للذين يتّقونه. كشف عن شدة ساعده فشتت المتكبّرين في قلوبهم. حطّ الأقوياء عن العروش ورفع المتواضعين”. آمين حقاً والسلام!”

جرجس

 ثم تحدث د. فادي جرجس عن برنامج الإحتفال فقال:

“بمناسبة القداس الذي سوف يحتفل به في يوم السلام العالمي للعام 2019 برئاسة صاحب الغبطة والنيافة الكارينال ما بشارة بطرس الراعي، في بكركي في يوم الاحد الواقع فيه 6 كانون الثاني2019 في تمام الساعة العاشرة صباحاً، إن اللجنة الاسقفية عدالة وسلام المنبثقة عن مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان والتي تعنى بإحياء هذا القداس ، تود تكريم الرموز التي ناضلت في قضية المفقودين وتحديداً في إقرار قانون المفقودين والمخفيين قسراً بتاريخ 12/11/2018 ، وذلك في نهاية الذبيحة الالهية وهم :

“المرحوم غازي عاد ، رئيس لجنة دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين (سوليد)؛ السيدة وداد حلواني، رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان؛ السيدة صونيا عيد، رئيسة لجنة أهالي المعتقلين في السجون السورية؛ النائب السابق غسان مخيبر الذي عمل على اقرار القانون المذكور؛ والنائب ميشال موسى بصفته رئيس لجنة حقوق الانسان في المجلس النيابي.”

وختم “الجدير ذكره أن عنوان رسالة قداسة البابا فرنسيس للسلام لهذا العام “السياسة الصحيحة هي في خدمة السلام”،  اذ أن قداسته يعتبر أن السياسة هي من اسمى درجات المحبة.” ندعو الى أمير السلام ، الرب يسوع المسيح أن يفيض نعمه على مؤسستكم وعائلاتكم ويزيدكم نجاحاً .”

=============

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

فيوليت حنين مستريح

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير