نتابع مع الجزء الثاني من مقالة الأخت برناديت التي تروي قصّتها وعن الأعجوبة التي حصلت معها عند زيارتها سيدة لورد. وقد أجرى راديو إسبيرانس مقابلة معها في الشهر الفائت.
بعد لقائك بالقديس فرنسيس والبابا فرنسيس في روما، ماذا يمكنكِ أن تقولي عن لقائك بمريم في لورد؟
حسنًا، منذ اثنين وأربعين عامًا، كنتُ أعاني ألمًا في عامودي الفقري وكنت على وشك فقدان الحركة بالكامل. كنتُ في نانت في القسم التمريضي حين طلبت مني الرئيسة العامة وقتئذٍ بالمجيء إلى هنا، إلى بريسل، في لواز، أبقى لمدّة أربعة أشهر وأؤمّن الاستقبال. كنت أستطيع القيام بذلك بالرغم من أنني لا أعجز عن السير لمسافات طويلة إنما استطعتُ أن أقوم بذلك. إذًا وافقت على المجيء إلى هنا وهناك كان الرب بانتظاري. كنت أرتاد إلى مركز للأوجاع في نانت وكان يتابعني طبيب معالج الدكتور فوميري الذي كان مسؤولاً عن الاستشفاء، وكان يرافق المرضى في كلّ الأعوام في لورد وهو يشارك في الحجّ منذ ذلك الحين. شارك مع أهله عندما كان شابًا وقال لي يومًا: “لمَ لا تأتين معنا إلى لورد؟”
في تلك الفترة، كنت أتلقّى العلاج من دون مورفين إذًا كنتُ أراه بشكل منتظم. أنا أعلم أنّي قلتُ له بأني لا أؤمن بالمعجزات التي تحصل معي، إنما في الوقت نفسه اعتبرتُ بأنّ هذه الدعوة هي من الربّ ومن العذراء مريم للذهاب إلى ملاقاتها في الذكرى المئة والخمسين على ظهوراتها على برناديت. تردّد صدى هذه الدعوة من شهر شباط حتى شهر تموز 2008، وما أن سرتُ مع المرضى حتى تأثّرت بهذه الأخوّة الجامعة، فما من فرق بين المعالجين والمرضى والحجاج، لا نرى أي شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، الجميع يسير معًا كإخوة وأخوات، بالاتجاه نفسه للصلاة إلى مريم ولقاء المسيح بما أنّ مريم تقودنا دائمًا إلى يسوع.
في لورد، شاركتُ في الحجّ من خلال الأسرار، سرّ المصالحة وسرّ مسحة المرضى وطلبت من الرب النعمة لمتابعة مسيرتي المؤلمة. ثم ذهبت إلى المسابح وهناك طلبتُ اهتداء القلب. أكثر ما أثّر بي هو مسيرة القربان المقدّس، حين أتى المونسنيور جيمس لتبريك المرضى بالقربان وما أن وصل إلينا حتى سمعتُ صدى هذه العبارات يتردّد في قلبي وكأنّ يسوع يقول لي: “أنا أسير معكِ، أرى معاناتكِ، ومعانة إخوتك وأخواتك المرضى، أعطني كلّ شيء”. في تلك الأثناء، شعرتُ فعلاً بهذا الحضور الحيّ للمسيح وطلبتُ الشفاء لإخوتي وأخواتي المرضى الذين كانوا إلى جانبي وبشكل خاص الصغار.
ثم ما أن انتهى الحجّ دخلت كما خرجت مع فارق وحيد وهو أني لم أعد أشعر بالتعب والألم. (…)
في اليوم الثالث بعد عودتي من لورد، بقيت متأثّرة في الاختبار الذي عشته هناك، فذهبت إلى السجود في كنيستنا مع الأخت ماري ألبيرتين. وأثناء ذلك، شعرتُ بارتياح كبير في جسمي ولم أكن أعلم ماذا أقول فأنهيت صلاتي وعدتُ إلى غرفتي. هناك، سمعت صوتًا يقول لي: “انزعي هذه الأجهزة”. وتذكّرتُ الإنجيل حيث يقول يسوع للمعقد: “قم احمل فراشك وامشِ”. نزعتُ عني الأجهزة وقوّمتُ رجلي فاستطعت أن أدوس الأرض. لم أعد أشعر بأي ألم عند الحراك. ذهبت مباشرة إلى لقاء أختي الراهبة في قاعة الجلوس أمام تمثال العذراء وقلت لها: “لا أدري ما يحصل لي”. وهناك، استغرقنا وقتًا بالبكاء والصلاة، وتابعت المسيرة، أوقفت فجأة المورفين ولم أعد بحاجة لأي شيء (…)
ذهبت لأقابل الطبيب المعالج وعيناي مغرورقين بالدموع وقلتُ له: “حسنًا، لا أدري ماذا حصل لي”. كان مصدومًا وفي الوقت نفسه سعيدًا جدًا: لقد فهم ماذا حصل”.
أيتها الأخت برناديت، هل يمكنني أن أطلب منك في الختام، عبارة من الإنجيل تؤثّر فيكِ كثيرًا؟
“لا شيء مستحيل عند الله”، إنها عبارة قالها الملاك لمريم أثناء البشارة عندما سألت: “كيف يكون هذا؟” فأجابها الملاك: “لا شيء مستحيل عند الله”. ثم قالت: “صنع بي الرب عظائم”. غالبًا ما أردّد نشيد مريم. وتوجد عبارة أخرى أيضًا: “كلّ ما تفعلوه من أجل أحد إخوتي هؤلاء الصغار فلي أنا فعلتموه”. أظنّ أنها عبارة قويّة جدًا من الإنجيل. الإنجيل ليس من ألفي سنة بل هو اليوم دائمًا، يسوع يمكنه أن يشفي اليوم وإلى الأبد.