“سرّ المصالحة هو الإيكولوجيا الوحيدة الحقيقية للنفس” هذا ما أكّده الكاردينال ماورو بياشينزا عميد مجمع الإكليروس، للكهنة لأنّ “خطايانا ليست وحدها مغفورة بل النفس كلّها يُعاد خلقها من جديد، وتعاد إلى البراءة التي نالتها في العماد”.
وقال: “إنّ حلّ المؤمن في سرّ المصالحة هي المساهمة الأكبر التي يمكن أن نقدّمها للإيكولوجيا الإنسانية، لإيكولوجيا النفس ومن خلالهما، إلى إيكولوجيا العالم”. وسأل: “هل فعلاً تريدون أن تكونوا كهنة وإيكولوجيين حديثين؟ أمضوا وقتًا أكثر في كرسي الاعتراف”.
حلّل الكاردينال في القسم الأول من خطابه طبيعة الشرّ. وفسّر: “توجد أمكنة كبيرة من الألم، بدءًا بتجارة الأسلحة إلى الشكل الجديد لعبودية الناس وأمكنة صغيرة من الشرّ الموجودة في المدارس والعائلات، في ممارسة العنف على الأضعف، الألم الذي يسبّبه من يتلاعبون في الحياة، ألم الأكاذيب. يبدو وكأنّ العالم تلفّه شبكة من الألم وأمام هذه المشكلة من الألم في العالم، “وحدها المسيحية تقدّم جوابًا شاملاً لهذا السرّ”.
وأوضح الكاردينال أنّ الإجابة على الألم لا تكمن في تهميش الخطيئة بسبب قلّة فهم المقدّس. يفضّل الإنسان اليوم أن يتحدّث عن “الخطأ” مشيرًا إلى أنه هو وحده يتحمّل مسؤولية أعماله السلبية مستثنيًا حضور وعمل الله ونعمته. وهكذا يصبح الخطأ أكبر فأكبر من الخطيئة التي نعترف بها بتواضع. في هذه الحال، ما من مكان للرحمة إنما “إدانة نهائية”.
فسّر الكاردينال: “الإجابة المسيحية لا يمكن أن تكون سوى الانتصار على الخطيئة والموت من خلال المسيح. ولا يمكن لهذا الانتصار أن يتحقّق إلاّ إذا أظهرنا بذاتنا انتصار المسيح، بشخصنا، ومن خلالنا يصل انتصار المسيح إلى العالم”.
وتساءل الكاردينال: “إنما ماذا يمكننا أن نفعل؟ نحن لسنا موظّفي المقدّسات بل نحن خدّام المسيح ومشاركون في عمله الخلاصي. لذلك نحن الكهنة، في الحلّ الأسراري، نحن مدعوون إلى العيش والشهادة وتشريك الناس في قيامة المسيح”.