“السلام، هبة يسوع القائم من بين الأموات لتلاميذه” كان الموضوع الأساسيّ في العظة التي ألقاها البابا صباح اليوم خلال قدّاسه من دار القدّيسة مارتا، “سلام لا يأتي من العالم، بل من الروح القدس، وهو يدعم الإنسان في محنته ويسمح له بالحفاظ على حسّ الفكاهة”.
في التفاصيل بحسب ما أورده القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكترونيّ، قال الأب الأقدس في عظته إنّ رجم بولس و”التجارب” مذكورة في أعمال الرسل ضمن الفصل 14 المُقتَرَح على المؤمنين، كما وذكر أنّ يسوع ترك “سلامه” للتلاميذ قبل صعوده نحو الآب قائلاً لهم “لا تضطرب قلوبكم”. فكيف يمكن التوفيق بين الأمرَين؟
سلام من العمق
أجاب البابا عن هذا السؤال في عظته، مُشيراً إلى “التطويبات” وقائلاً: “تبدو حياة الاضطهادات والتجارب حياة بلا سلام، فيما وعد يسوع بالطوبى لِمَن يتعرّض للإهانة وللاضطهاد وللكلام الجائر بحقّه بسببه هو”. (مت 5، 11)
إذاً، إنّ سلام يسوع يتماشى مع “حياة الاضطهاد والمِحَن، وهو سلام أعمق من كلّ تلك الأمور. إنّه سلام لا يمكن لأحد أن ينزعه، سلام أشبه بهبة وأشبه بالبحر الذي يكون في أعماقه هادئاً، فيما الأمواج تتكسّر على سطحه”.
وأضاف الحبر الأعظم: “إنّ العيش مع يسوع يعني عيش هذا الاختبار في الداخل، وهو اختبار يدوم طوال المحن والمصاعب”.
لا حاجة إلى أدوية مُزيلة للقلق
بهذه الطريقة يمكننا أن نفهم أنّ الكثير من القدّيسين “لم يفقدوا سلامهم” حتّى خلال تجارب الموت الأليم، فيما قال بعض الشهداء إنّهم كانوا يذهبون للشهادة كمدعوّين إلى زفاف! وتابع البابا الشرح البابا قائلاً: “إنّ هبة سلام يسوع لا يمكن أن نحصل عليها عبر أساليب بشريّة كالذهاب إلى الطبيب أو تناول أدوية مُزيلة للقلق. فهذه الهبة تصل إلى قلبنا عبر الروح القدس الذي يحمل معه القوّة. ويُعلّمنا سلام يسوع أن نسير إلى الأمام في الحياة، كما ويُعلّمنا التحمّل. وكلمة التحمّل قد لا نفهم جيّداً معناها، لكنّها كلمة مسيحيّة تعني الحمل على الكتفَين… حمل الحياة والمصاعب والعمل بدون فقدان السلام. ويمكن أن نفهمها فقط عندما يكون الروح القدس فينا ويُعطينا سلام يسوع. أمّا إن نال منّا الغضب وفقدنا السلام، فيكون هناك شيء ما لا يعمل جيّداً”.
حسّ الفكاهة، ثمرة الروح
ختم البابا عظته قائلاً: “بقلب مليء من هبة يسوع التي وعدنا بها، وليس من “سكينة” الثراء أو العولمة الخطأ، يمكننا أن نواجه أسوأ الصعوبات. فالسلام الرباني قد يجعل القلب يبتسم. والإنسان الذي يعيش هذا السلام لا يفقد أبداً حسّ الفكاهة، بل يضحك حتّى بوجه ظلّه وبوجه كلّ شيء. وحسّ الفكاهة هذا قريب جدّاً مِن نعمة الله. إنّ سلام الله في الحياة اليوميّة وفي المِحَن، بالاقتران مع حسّ الفكاهة، هو الذي يجعلنا نتنفّس جيّداً. فليمنحنا الرب هذا السلام الذي يأتي من الروح القدس ومنه، والذي يُساعدنا على الاحتمال وعلى التغلّب على العديد من مصاعب الحياة”.