Saint Rita of Cascia

WIKIMEDIA COMMONS

بين إله ريتا وإلهنا

نصلي كي نزرع الغفران في الدروب علّنا نحصد توبة من نرغب في أن يتوب

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ومرة جديدة يطل علينا عيدها… ريتا القديسة!! معجبون نحن بفضائلها وحياتها وعجائب الرب على يديها. و لكن إن تجمد إعجابنا على باب ما ندعوه “واقعنا” لن يثمر!! علينا أن نأخذ القيّم التي عاشتها ونزرعها في تربة يومياتنا…. صحيح، “تربة”!! التعبير ليس مجازيًا فحسب، إنما فيه شيء من الواقع المؤلم الذي نعيش… فكم صعوبة ترمي بنا على الأرض!! عندها، كم فينا من طول أناة ريتا و إيمانها؟؟ وعند الإساءة، كم فينا من مسيحية ريتا وتضحيتها وغفرانها؟!

لقد كانت مستعدة أن تتحمل فراق ولديها عنها عمر بأكمله كي لا يدخل الإثنان بوحل الإنتقام. لقد ميّزت ريتا وجه الله الذي يكشفه يسوع وجعلت نوره يغمر قلبها و قرارها …. و لكن على مقلبنا يتلاشى وجه الآب الرحيم و لا نُبقي سوى “إله” نفصله على قياس معطياتنا السياسية والإجتماعية و الشخصية … لا!! لم يكشف لنا يسوع عن إله ساخط لا عمل له سوى ضرب الخاطئ ؛ إنما هو الله الذي يريد خلاص الجميع، الذي يحب – بمحبة مجانية – كل الناس ؛ دان الخطيئة و خلّص الخاطئ بالنعمة لتبقى أعمالنا الطيبة ثمرتها!! هو الله الذي يحمل مودة تفضيلية للفقراء، و للخطاة والضعفاء … الله الذي يعطي الجميع كرامة متساوية! هو الله الذي لا تروقه صدور المجالس و لا القوة والامتياز الدنيويين ؛ هو الله الذي أبوابه مفتوحة دائما… لا بل هو ينتظر الضال و يغمره بالرغم من عدم نظافته و أهليته… يرحمه، يلده من جديد بالرغم من علمه أن عودته متعلقة بجوع بطنه أكثر من ندم قلبه!!! الله هو إله الرحمة والمغفرة، إله يطالب بأن ينتصر الروح على الحرف والصفح على جماد القانون … والأهم من ذلك أنه ليس بغبي- كما نسمي من يسامحون!! فهو الله الذي لا نستطيع سبر غور فكره والكثير من علمنا يقربنا إليه أما قليل منه فيُبعد عنه!! لذا يرتفع من يقدم الحقيقة بستر المحبة وأن أحكم ما نقوم به هو أن نرحم … أن نضم لا أن نفضح و نلعن!!! للأسف، في كثير من الأحيان ليس هذا هو إله “ديننا” ، أو “كنائسنا” ، أو روحانيتنا ، أو ضمائرنا … اليوم، مع ريتا نصلي كي تلين القلوب، و نضع جانباً حكمنا المحدود، ولا ننجر خلف كل طلبٍ حقود!! مع ريتا “إبنة” المصلوب: نصلي كي نزرع الغفران في الدروب علّنا نحصد توبة من نرغب في أن يتوب!!

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير