يخبرنا الكاردينال تاغل أنّه زار الفليبين ليتفقّد أهلها بعد زلازل وفياضانات كثيرة خلّفت وراءها خراباً وجرحى وقتلى ومشرّدين، وبالتالي سبّبت نكبة عظيمة للبلاد. وكان عيد الميلاد قريباً.
فالتقى هناك براهبة وسألها عن حالها. وكان يتوقّع أن ترثي الراهبة حالها وحال البلاد وتشتكي له، إلّا أنها فاجأته بابتسامتها وثباتها وفرحها وقالت له: “أنا سعيدة جداً لأنّنا سنحتفل هذه السنة بعيد الميلاد بشكل مميّز، نختبر فيه فقر طفل المغارة المولود في مزود، بعيداً عن البذخ والأنوار والمآدب الغنيّة. هذا هو العيد الحقيقي لميلاد الرب يسوع . نشكر الله!”
ليكن حالنا هكذا نحن أيضاً في لبنان، في ظلّ هذه الضيقة العظيمة التي نمرّ بها والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المضطربة، في زمن الميلاد المقدّس هذا. لنستقبل يسوع ببساطة وفرح عميق. لنرفع أيدينا بالشكر والحمد لأنّه جعلنا نلتقي فيه في فقرنا وضيقتنا ونتعلّم منه معنى المحبة غير المشروطة وبذل الذات من أجل إخوتنا.
حقاً إنّ عيد الميلاد هو عيد الفرح والرجاء، لمن ليس لهم رجاء. بهجتنا وعيد خلاصنا! “الشعب السالك في الظلمة أبصر نوراً عظيماً. الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور. أكثرت الأمّة. عظمت لها الفرح. يفرحون أمامك كالفرح في الحصاد. كالذين يبتهجون عندما يقتسمون غنيمة.”
يا فرحنا!