الله منحنا سنة جديدة…
لتعويض الماضي… ولتقديس الحاضر…. ولإعداد المستقبل …
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
… وتأتي أيّامٌ جديدة…
أوقات نعيشها، نخطّها، إن شئنا، بأنوار الرّجاء، والقداسة…
يوميّاتنا سلسلة متكاملة، من السّعي الدّائم لبلوغ قمّة، يرجو كلّ منّا الوصول إليها… نفرح، نظنّ أنّنا حقّقنا الهدف، بعد تعب شديد…
ولكنّ برّ الآمان هو بلوغ القمّة الأسمى… الارتماء بين أحضان الرّب ، وبلوغ فرح السّماء.
الرّب دومًا يمنحنا فرصة جديدة، مع كلّ يومٍ جديد، لنعوّض تأخيرًا، أو خسارة، لنشفى بعد ألمٍ… لنفرح بعد حزنٍ… لننجح بعد إخفاقٍ ما….
أحداث حياتنا، مدرسة تعلّم، وتربّي… من خلالها نتغيّر، ونتجدّد … من خلال استغاثتنا الدّائمة بعناية الرّبّ، من خلال نداءاتنا المناجيّة يد الرّب لتمسك بضعفنا، وتحوّله إلى قوّة، وفرح ورجاء…
تجاربنا، تجدّد حاضرنا، إيماننا يجدّد قلوبنا… يخفّف عن نفوسنا ضيقًا مضنيَا، يثقل كاهلنا… إيماننا، يدعونا إلى لقاء جديد بالرّبّ، مع كلّ يومٍ جديد…
” ماذا تنفعني السّنة الجديدة إن لم أنتظر الله؟ وحده الله يجعل من سنتي الآتية سنة جديدة، حين يجعل كلّ يوم من أيّامها مسكنًا له… لن أخاف الأحداث، وإن كانت سيّئة، ساقتحم أيّامي متسلّحًا بدرع الإيمان، والمحبّة” “الخوري أنطوان القزّي”
نتعلّم من خبرة الماضي، فنتجدّد، عندها نزيّن حاضرنا بالإيمان، لنعدّ مستقبل الخير، والسّلام والقداسة…
الرّبّ منحنا الحياة هديّة كبرى، همّه الوحيد أن نفرح، ونتقدّس….
الرّبّ منحنا سلامه، صافحنا بالحبّ، والفداء، لنرتقي إلى سلام أحضانه… “سلامًا أترك لكم، سلامي أعطيكم، ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب”(يو14/ 27)
حسبنا أن نعي أهميّة نعم منحنا إيّاها الرّبّ، حسبنا أن نتذوّق حلاوة الحبّ الّذي أفرغه في قلوبنا، لنستنير بشعلة الإيمان، وننثر ظلالنا، أنوار رجاء حيث نكون، عندها، نحيا فرح مشيئته في حياتنا…. عندها نُعدّ مستقبل الحبّ، والقداسة….