almsgiving - charity

Robert Cheaib - theologhia.com

السعادة في العطاء

إن أردتَ عليك أن تعطي

Share this Entry

يسعى الكثير منا جاهدين لتحقيق النجاح المادي الذي قد نعتقد أن هناك علاقة واضحة بينه وبين السعادة في حين أظهرت الدراسات عدم وجود علاقة مباشره بين الثروة والسعادة وبمجرد تلبية احتياجاتنا المادية الأساسية فإن الثروة لا تؤثر إلا تأثيراً ضئيلاً على السعادة، فعلى سبيل المثال، تبين أن الفائزين باليانصيب لا يصبحون أكثر سعادة بكثير مما كانوا عليه من قبل، وأن الأغنياء جداً -مثل المليارديرات- ليسوا أكثر سعادة بكثير من غيرهم، يبدو أن النفس الداخلية من الصعب جداً إرضاؤها.

فإذا كانت الثروة تجلب السعادة المؤقتة فقط، إذاً دعنا نستكشف شيئاً أخر، ماذا عن شعور العطاء، هل يمكنك أن تتذكر أخر مرة قمت فيها بتقديم مساعدة لشخص محتاج؟ ما هو شعورك في ذلك الوقت وأنت تعرف أن ما قدمته قد أحدث فرقاً كبيراً في حياة ذلك الشخص؟ أنا متأكد من أنه كان شعوراً غامراً بالسعادة فحياتنا أغنى عندما نتشارك.

هذا الفرح الداخلي الكبير يأتي من مساعده الآخرين على تحسين حياتهم وغالباً ما يشعر الإنسان بهذه السعادة لأن لسان حاله يقول لقد أعطاني الله الكثير وأنا الآن قادر على رد جزء من هذه العطايا لمن يحتاجون إليها أكثر، فكيف يمكن أن يكون المرء غير سعيد بمثل هذه الأفكار القوية فالعطاء يربطنا بالآخرين، ويخلق مجتمعات أقوى وأكثر سعادة للجميع.

فمتى يُشعرنا العطاء بالسعادة بعيداً عن الإحساس بالاستنزاف والاستغلال:

  1. أعثر على شغفك: يقول المهاتما غاندي “أفضل طريقة لتجد نفسك هي أن تفقد نفسك في خدمة الآخرين” فالمسألة لا تقتصر على مقدار ما نعطيه فقط، ولكن مقدار الحب الذي نضعه في العطاء فالمفتاح هو العثور على النهج الذي يناسبنا وعندما نقوم بذلك، سنجد أنه كلما ازداد العطاء كلما ازداد إحساسنا بالسعادة، لأن العطاء الحقيقي من القلب يأخذك من نفسك يملأ حياتك بالفرح ويغذي روحك.
  2. أعط وقتك: غالباً ما تكون هدية الوقت أكثر قيمة للمستلم وأكثر إرضاءً للمانح من هدية المال، لا نمتلك جميعاً نفس القدر من المال لكننا نمتلك الوقت ويمكن أن نُعطي بعضاً من هذا الوقت لمساعدة الآخرين ودعمهم ويمكن أن يكون أقرب مثال على ذلك العائلة فالأمر لا يتعلق بالمال وتقديم الأشياء فقط فما تريده العائلة حقاً هو قضاء الكثير من الوقت معاً حيث الاهتمام هو فرحة للزوجة المتعبة والوالد المبتسم والمحب هو هبة الله للأطفال، هذه هي قوة العطاء فدعنا نتأكد من إعادة خلق التوازن في حياتنا من خلال فرحة العطاء.
  3. ابحث عن طرق لدمج اهتماماتك ومهاراتك مع احتياجات الآخرين: يقول (Adam Grant) مؤلف كتاب “Give & Take” والذي قام بتقسيم الأشخاص إلى ثلاث فئات من خلال هذا الكتاب: المعطائين، الأخاذين، والذين يعاملون بالمثل، أن فئة المعطائين إما أن يكونوا في قمة السعادة نتيجة عطائهم المستمر أو للأسف قد يشعرون بالاستنزاف، ويرجع ذلك إلى مدى إدراك هؤلاء الأشخاص لثلاثة أمور لماذا ومتى ولمن يعطون.
  4. قوه العطاء والبهجة في مساعده الآخرين: يوفر العطاء فرصه للنظر إلى ما وراء عالمنا ورؤية الصورة الأكبر حيث يمكن تحقيق ذلك من خلال الخروج من عالمنا والخوض في عالم الآخرين، وحينها قد لا تبدو همومك وتحدياتك كبيره بالمقارنة بحالات الأشخاص الآخرين.

يقول المثل الصيني “مثلما يعود النهر إلى البحر هكذا يعود عطاؤك إليك” فالعطاء هو واحد من أفضل الاستثمارات التي يمكنك تقديمها نحو تحقيق السعادة الحقيقية، فعندما يكون العطاء حقيقياً نابعاً من القلب وحين  تعطي الأخر دون أنانية تتجلى قوة العطاء.

إنها الفرحة والمحبة التي نقدمها للآخرين والتي تجلب لنا السعادة الحقيقية والاتحاد مع الله، فعندما نعطي فإننا نجني فرحه رؤية ابتسامه مشرقه، ضحكة، ودموع الفرح والامتنان، مكافآت العطاء لا تقدر بثمن، فإذا كنت ترغب في الحصول على السعادة، تحتاج إلى إعطاء السعادة، وإذا كنت تريد الحب، تحتاج إلى إعطاء الحب، وبغض النظر عن الظروف الخاصة بك في هذه الحياة فأنت تمتلك القدرة على العطاء، لنبحث دائماً عن الفرص لمساعدة الآخرين لأن هديه الفرح ستأتي إليك عندما تعطي من ذاتك للآخرين.

Share this Entry

الأب عماد طوال

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير