“صبر الحبّ: الحبّ يجعلنا صبورين. غالبًا ما نفقد الصبر”، هذا ما أتى في صلب رسالة البابا قبيل صلاة التبشير الملائكي يوم الأربعاء في الأوّل من كانون الثاني 2020، الذي يصادف اليوم العالمي الثالث والخمسين للسلام، واعتذر عن قلّة صبره التي نقلتها الكاميرات يوم أمس، في 31 كانون الأوّل 2019.
في الواقع، بعد الاحتفال بصلاة الغروب، في البازيليك الفاتيكانية، توجّه البابا إلى ساحة القديس بطرس ليصلّي أمام المغارة. وقد حيّى الأشخاص الحاضرين قبل زيارة المغارة وبعدها، وتوقّف بالأخص أمام الأطفال مباركًا إيّاهم ومقبّلاً ومصغيًا إليهم.
وقد حصل معه حادثان غير متوقّعين: ولد سقط من السور فمال إليه ليقبّله وقدّم له مسبحة. وغنّت الجوقة “عيد الميلاد” باللغة الإنكليزية.
وفي طريقه، أمسكت امرأة بيده ولم تكن تدعه يفلت مما أثار نفاد صبر البابا الذي طلب منها أن تتركه.
ذكّر البابا أنّ الخلاص بالمسيح ليس “سحريًا” بل “صبورًا”، واعتذر من اللفتة التي قام بها يوم أمس التي عبّرت عن قلّة صبره وقال: “أودّ أن أعتذر منكم على المثال السيء الذي قدّمته يوم أمس”.
وذكّر البابا عنوان رسالته لليوم العالمي للسلام: “حوار ومصالحة واهتداء إيكولوجي”. وأضاف: “يسوع هو نعمة الله لكلّ رجل وامرأة، وللأسرة البشرية بأسرها وللعالم أجمع. لم يبعد يسوع الشرّ من العالم بل هزمه من أصله. فالخلاص الذي يمنحه ليس سحريًا، لكنه “صبور”، أي أنه ينطوي على صبر الحبّ، الذي يتبنّى الظلم ويجرّده من قوّته. لهذا السبب، عندما نفكّر في المذود، نرى بعيون الإيمان، العالم المتجدّد، المتحرّر من هيمنة الشرّ والموضوع تحت سيادة المسيح الملك، الطفل الذي يرقد في المذود”.