خلال صلاة التبشير الملائكيّ التي ترأسها البارحة الأحد 5 كانون الثاني 2020، أشار الأب الأقدس إلى أنّنا “نشعر بأجواء التوتّر الرهيبة في مناطق كثيرة من العالم”.
وبحسب ما كتبته الزميلة ديبرا كاستيلانو لوبوف من القسم الإنكليزي في زينيت، أضاف: “الحرب تؤدّي فقط إلى الموت والدمار”.
ثمّ دعا البابا جميع الأطراف “إلى الحفاظ على شعلة الحوار والسيطرة على الذات موقَدة، وإلى تفادي ظِلال العداوة”.
وطلب الأب الأقدس من جميع مَن كانوا موجودين في ساحة القدّيس بطرس أن ينضمّوا إليه بالصلاة “كي يهبنا الرب هذه النعمة”.
في هذا السياق، أعرب السفير البابويّ في إيران المونسنيور ليو بوكاردي عن قلق الكرسي الرسوليّ حيال التوتّرات بين واشنطن وطهران، والتي سبّبها اغتيال الجنرال قاسم سليماني، مُذكِّراً بوجوب اللجوء إلى “أسلحة التفاوض والعدالة والخفض من التوتّر ودعوة الجميع إلى الإيمان بالحوار لأنّ الحرب والأسلحة ليست الحلول للمشاكل التي تلحق بعالم اليوم”، وذلك ضمن اتّصال هاتفيّ أجراه معه موقع “فاتيكان نيوز”.
وأشار المونسنيور بوكاردي إلى أنّ البابا فرنسيس يتابع التطوّرات ويصلّي على نيّة السلام، بعد أن تمّ إعلامه بما يجري. “هذا كلّه يخلق قلقاً ويُظهر لنا كم يصعب بناء السلام والإيمان به! إنّ السياسة الجيّدة تكون في خدمة السلام، وعلى المجتمع الدولي أن يكون في خدمة السلام، ليس فقط في المنطقة، بل في العالم أجمع… ويجب أن تُبذَل كلّ الجهود الممكنة لحمل المجتمع الدوليّ على التنبّه للوضع في الشرق الأوسط. إنّه وضع يجب حلّه، وعلى الجميع تحمّل مسؤوليّاتهم وتطبيق قواعد الدبلوماسيّة… علينا التخلّي عن الصراعات والتسلّح بالعدالة وبالإرادة الحسنة”.
أمّا في العراق الذي أصبح “ساحة معركة لتسديد الحسابات بين الولايات المتّحدة وإيران”، بحسب ما استنتجه بطريرك بغداد للكلدان لويس رافائيل ساكو وأورده القسم الفرنسيّ من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكترونيّ، فقد أطلق الأخير مساء السبت نداء لصالح الحوار كي يتمّ تجنيب العراق “نتائج لا يمكن تخيّلها”.
وقال ساكو “إنّ الشعب العراقيّ مصدوم”، مُطالِباً جميع الفرقاء بالتصرّف بعقلانيّة والجلوس إلى طاولة الحوار، وطالِباً من الله “أن يعيش العراق والمنطقة حياة طبيعيّة ومستقرّة وآمنة”.
من ناحيته، عبّر المونسنيور شليمون وردوني عن قلق الشعب العراقيّ والمسيحيّين حيال التوتّرات المتصاعدة بين إيران والولايات المتّحدة قائلاً خلال مقابلة معه: “إنّها لحظات حرجة وصعبة، لأنّ ديانتنا هي السلام. يسوع قال “سلامي أعطيكم لا كما يُعطيه العالم”. وبدل هذا، لا يريد عالم اليوم إلّا مصالحه الشخصيّة، ولا يريد إلّا الاحتلال. هذا أمر مريع، والعراقيّون يُعانون كثيراً. وهذه حبريّة البابا: زرع السلام في العالم، والحبر الأعظم يقتصّ هذا من الإنجيل لأنّ يسوع قال “أحبّوا بعضكم بعضاً”. لذا، ندعو العالم إلى إحلال السلام والابتعاد عن المصالح الشخصيّة… نحن نريد السلام والطمأنينة، ونحن نشكر الأب الأقدس، ونطلب من الجميع الصلاة والعودة إلى الله، فهذا هو الأهمّ، إذ عندما نبتعد عن الله، نفعل الشرّ”.
وختم وردوني قائلاً: “منذ ألفَي سنة، قال لنا الرب إنّه لا يمكننا أن نخدم ربَّين. إمّا الله أو المال. والأكثريّة تريد المال. لكن أين العالم؟ نحن نطلب من العالم أجمع أن يصلّي لأجل السلام، وأن يُساعد على زرع السلام”.