وجّه البابا فرنسيس رسالة إلى كاثوليكوس-بطريرك جورجيا إيليا الثاني احتفاء بضيافة الأخير له خلال زيارته الرسوليّة إلى جورجيا منذ ثلاثة أعوام. كما وتضمّنت الرسالة دعوة للبطريرك لزيارة روما في حزيران المقبل، لمناسبة الذكرى الأربعين على زيارته للبابا يوحنا بولس الثاني، كما أشارت إليه سفارة البلد لدى الكرسي الرسولي، وبحسب ما نقلته لنا الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
وأتت دعوة البابا فرنسيس بعد أيّام على تقديم سفيرة جورجيا الجديدة لدى الكرسي الرسوليّ الأميرة كيتيفان باغراسيون دي موكراني أوراق اعتمادها (وللمرّة الثانية)، بتاريخ 12 كانون الأول 2019.
وقد كتب البابا: “أودّ التعبير عن رغبتي في أن أراكم مجدداً السنة المقبلة. لقد مرّت 40 سنة على زيارتكم التاريخيّة الأولى إلى الفاتيكان. يجب أن تُقام نشاطات ملائِمة لهذه المناسبة، ونودّ أن يُشارك فيها كَوْرَسا بطريركية جورجيا وكنيسة السيستين. سيكون رائعاً أن تشاركوا غبطتكم في النشاطات التي نقدّر موسيقاها الكنسيّة”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ البابا استذكر في رسالته الترانيم الجورجيّة المذهلة التي أصغى إليها خلال زيارته في الأول من تشرين الأول 2016، بعد أن استقبله الكاثوليكوس إيليا الثاني في المقرّ البطريركيّ، فيما اعتُبِرَت دعوة البطريرك له “إشارة كبيرة على الانفتاح” من قبل المراقبين في روما.
على هامش الدعوة، قابل أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين البطريرك إيليا، ضمن زيارة لجورجيا دامت 3 أيّام، كما أشارت إليه أيضاً السفارة، والتي غرّدت على تويتر قائلة إنّ الحديث بين الرجلَين دار حول “صعوبات وتحديات جورجيا والإيمان المسيحيّ”.
Visite du card. Parolin au patriarche Elie II, copyright @GeoVatican
وبحسب البطريرك إيليا التي اقتبست السفارة أقواله، “ابتدأت العلاقات بين الفاتيكان وجورجيا منذ قرون عديدة، وزيارة الكاردينال بارولين هي متابعة لهذا التعاون التاريخيّ”.
نذكر هنا أنّ الكاردينال بارولين نقل للبطريرك تحيّات البابا فرنسيس خلال لقائه الأوّل معه، لأنّ مرضه سنة 2016 منعه من مرافقة الأب الأقدس في زيارته الرسوليّة. وأصرّ أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان على الإشارة إلى تقليد جورجيا المسيحيّ، والمعروف بين التقاليد الأولى للمنطقة الأوروبية/الآسيوية. وقال: “إنّها جذور يجب تقويتها خاصّة وأنّ تحديات العالم تصبح ضاغطة أكثر، فيما العلمانيّة تحاول أن تنقل فكرة أنّه يمكن تجاهل الله”.
من ناحيته، وكما أشار إليه موقع Il Sismografo الإلكترونيّ، أصرّ البطريرك إيليا الثاني، بطريرك أرثوذكس جورجيا، على أهمية زيارة الكاردينال بييترو بارولين، بما أنّها “تُقوّي وتثبّت الصداقة والتعاون الموجودَين منذ قرون بين الكنيستَين”.