صباح اليوم، وكعادته مع بداية كلّ سنة، استقبل البابا فرنسيس أعضاء السلك الدبلوماسيّ المعتمدين لدى الكرسيّ الرسوليّ، لينقل لهم أمنياته بالسنة الجديدة.
وبناء على ما أورده القسم الفرنسيّ من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكترونيّ، تطرّق البابا في كلمته الطويلة إلى العديد من الصراعات التي يوليها الكرسي الرسولي أهمية، بدءاً من عنوان “مريم رمز الطابع المقدّس للمرأة”، ومواضيع التنبّه إلى الشباب، ورفع تحدّي الثقافة، ومعالجة كسور أميركا اللاتينيّة، والحوار بين الأديان، ومأساة المهاجرين واللاجئين، ووحدة أوروبا، ومأساة “نوتردام”، وتحدّي المصالحة في أفريقيا، والسلاح النوويّ، والتعاطف مع أستراليا، ودعم الأمم المتّحدة، ومعاناة شعوب الشرق الأوسط، وصولاً إلى إطلاق نداء للتهدئة بين إيران والولايات المتّحدة، مُعيداً التأكيد على نظرة الرجاء بوجه المآسي التي تعبر العالم.
فيما يختصّ بالشرق الأوسط، أشار الأب الأقدس إلى أنّ “التزام المجتمع الدوليّ الفعّال أصبح طارئاً أكثر من أيّ وقت مضى. وأشير إلى الصمت الذي قد يُغطّي الحرب التي اكتسحت سوريا في العقد الأخير. من الضروريّ إيجاد حلول مناسبة تسمح للشعب السوري الحبيب بإعادة إيجاد السلام والانطلاق بإعادة بناء البلد”.
وكرّر أسقف روما أنّ “الكرسي الرسوليّ يتقبّل أيّ مبادرة تهدف إلى إرساء القواعد بهدف حلّ الأزمة”، وعبّر مجدّداً عن امتنانه للأردن ولبنان لاستقبالهما آلاف اللاجئين وتضحياتهما الكبيرة. وأضاف قلِقاً: “للأسف، وبالإضافة إلى التعب الذي سبّبه هذا الاستقبال، ثمة عوامل أخرى اقتصادية وسياسيّة في لبنان وبلدان أخرى تتسبّب بضغوطات وسط الشعب، ممّا يُهدّد الاستقرار الهشّ في الشرق الأوسط”.
Vœux au Corps diplomatique près le Saint-Siège, 9 janvier 2020 © Vatican Media
أمّا فيما يختصّ بالأزمة حول إيران والتي تركّزت عليها الأنظار الدولية مع بداية العام 2020، فقد قال الحبر الأعظم: “إنّ الإشارات الصادرة عن المنطقة مُقلِقة، وهي قد تُقوّض عملية إعادة بناء العراق البطيئة وقد تخلق أسُساً لصراع على المستوى الأكبر، وهو صراع نودّ جميعاً أن نتمكّن من منعه”.
وجدّد البابا نداءه الذي كان قد أطلقه في 5 كانون الثاني 2020 خلال صلاة التبشير الملائكيّ والقاضي بإبقاء شعلة الحوار والسيطرة على النفس موقَدة، ضمن احترام الشرعيّة الدوليّة.
وفي هذا السياق أيضاً نشير إلى أنّ رئيس مؤتمر أساقفة الولايات المتّحدة الكاثوليك ورئيس أساقفة لوس أنجلس خوسي ه. غوميز أصدر البارحة بياناً حول الوضع في إيران تمّ تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ، بحسب ما نقله الزملاء من القسم الإنكليزيّ في زينيت.
ويمكن أن نقرأ في البيان: “بوجه تصاعد التوتّر مع إيران، علينا أن نصلّي بكثرة كي يُتابع قادة العالم الحوار ويسعوا خلف السلام. أرجو من الجميع الانضمام إليّ للطلب من أمّنا مريم ملكة السلام أن تشفع لنا لدى ابنها كي يُقوّي صانعي السلام، ويُعزّي مَن يُعانون، ويحمي الأبرياء والمتأذّين، خاصّة الرجال والنساء في سلكنا العسكريّ والدبلوماسيّ”.
من ناحيته، ودائماً في سياق النزاع الإيراني الأميركي، قال عميد دائرة تعزيز التنمية البشريّة المستدامة الكاردينال بيتر تركسون إنّه “على الرغم من بدء السنة بشكل محزن، إلّا أنّ السلام متجذّر في فضيلة الأمل”. وأضاف: “نعرف أنّ مخلّصنا وُلد في ظلّ ظروف مماثلة… وفيما نحن نتكلّم لغة السلام، هناك قوى في العالم تُخاطبنا بلغة العنف. وفقط عندما نمسك بيد الرب بنفسه، أمير السلام، سنتمكّن من تخطّي جميع العقبات”.
كما وأشار الكاردينال إلى أنّ “السلام يتطلّب الصبر ويتضمّن الكثير من المحن والنزاعات”.