“ألا نصنع الشرّ هو أمر جيد إنما ألاّ نصنع الخير، فهو أمر سيء” هذا ما أكّده البابا فرنسيس أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا يوم الجمعة 10 كانون الثاني. وشدد على أنّ أساس الحبّ هو الله، قائلاً: “يمكنني أن أبدأ بالحبّ لأنني أعلم أنّ الله أحبّني أوّلاً. لو لم يحبّنا بالأساس، فمن المؤكّد أنه لا يمكننا أن نحبّ أبدًا”.
خصّص البابا عظته حول كلمة القديس يوحنا “من يقول بإنه يحبّ الله وهو لا يحبّ أخاه فهو كاذب” مفسّرًا: “أحبّ الله فأصلّي وأدخل بعلاقة حميمة معه… ثمّ أرفض الآخرين، أكرههم أو لا أحبّهم، ببساطة أو لا أكترث لأمرهم… هذه الكلمات واضحة في الكتاب المقدس، لأنّ الكذب هو أسلوب الشيطان: إنه الشيطان الكبير… أب الكذابين”.
انتقد البابا اللامبالاة بذريعة “عدم التدخّل في شؤون الآخرين”: “هذا ليس صحيحًا لأنّ الحبّ يُعبَّر عنه من خلال صنع الخير”. وذكر اليسوعي القديس ألبرتو هورتادو (1901 – 1952) “ألا نصنع الشرّ هو أمر جيد إنما ألاّ نصنع الخير، فهو أمر سيء”. في الواقع، يجب أن “يقود الحبّ الحقيقي إلى صنع الخير”، “إلى ترك أيدينا تتسخ بأعمال الحبّ”.
وتابع: “إنّ الحبّ الحقيقي ليس ماء مقطّرة. إنها مياه الحياة اليومية، بمشاكلها، وعواطفها وحبّها وكراهيّتها”. مشدّدًا على أنّ “الحبّ ملموس”.
في الختام، دعا البابا إلى التحلّي بشجاعة حبّ إخوتنا بهدف الانتصار على عقليّة العالم الذي يمنعنا من الحبّ. لا “لغير المبالين، ولمن يغسلون أيديهم من المشاكل، وممن لا يريدون التدخّل في المشاكل للمساعدة وفعل الخير…. الصوفيون الزائفون، يتحلّون بقلب مقطّر مثل الماء، يدّعون حبّ الله إنما يتجاهلون حبّ القريب”.