“أظهروا لنا عطفاً نادِراً” هو موضوع تأمّلات أسبوع الصلاة لأجل وحدة المسيحيّين، بين 18 و25 كانون الثاني 2020. وكنيستا مالطا وغوزو هما اللتان اختارتا نصّ التأمّلات من سفر “أعمال الرسل” الفصل 28، حول غرق القدّيس بولس في مالطا، ولذلك لأجل دعم الصلاة المشتركة للمسيحيين، بحسب ما ورد في مقال أعدّته الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسيّ في زينيت.
في التفاصيل، يدعو موضوع سنة 2020 المسيحيّين إلى المزيد من الكَرَم حيال مَن هم في العَوز. ويمكن أن نقرأ في كراسة تضمّ المواد التي تُعدّ للحدث: “هذا الأسبوع، فلنعتبر أنفسنا مُضيفي الوحدة كهبة من المسيح لكنيسته. وربّما سيلزمنا، كرُكّاب سفينة بولس، رمي الفائض، لكن يمكننا أيضاً أن نُبرهن عن الضيافة حيال مسيحيّي الطوائف الأخرى، وحيال القريب مهما كان مختلفاً، وحتّى حيال الغريب”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ السفن تحتلّ مكانة مهمّة في حياة سكّان مالطا الذين يعيشون على الجزيرة. والقراءة الإنجيليّة المُختارة لهذا الأسبوع تصف رحلة خطرة في البحر قام بها بولس ورفاقه، إلّا أنّ السفينة هي أيضاً رمز المسار الصاخب أحياناً نحو الوحدة، والذي يُنجزه المسيحيّون معاً.
كما وتقترح الكراسة العناوين الثانويّة لكلّ يوم من أيّام أسبوع الوحدة: المصالحة: رمي الفائض عن متن السفينة، التنوّر: البحث عن نور المسيح ونشره، الرجاء: الحفاظ على الشجاعة، الثقة: الوثوق بالله، القوّة: كسر الخبز للرحلة، الضيافة: الشهادة على عطف نادر، الارتداد: تغيير قلوبنا وأرواحنا، والكَرَم: التلقّي والعطاء.
من ناحيته، وككلّ سنة، يقترح “مجلس كنائس فرنسا المسيحية” اسماً لأجل التقدِمات التي تمّ جمعها خلال أسبوع الصلاة. وهذه السنة، أوصى المجلس بأن تعود التقدِمات لدعم مجلس كنائس السودان المسيحية، هذا المجلس الذي يعمل في خدمة الأقليّات المسيحية في البلد. والمُرسَل إليه الثاني هو “المنظمة المسكونيّة للأبحاث الإنجيليّة” لأجل عملها على إعادة صياغة الترجمة المسكونيّة للكتاب المقدّس.
من ناحية أخرى، ويوم السبت 25 كانون الثاني 2020، سيترأس البابا فرنسيس صلاة المساء الخاصّة بتذكار ارتداد القدّيس بولس، في بازيليك القدّيس بولس خارج السوار، والتي تضمّ قبر القدّيس، مع العِلم أنّ البازيليك نفسها شهدت السنة الماضية على صلاة المساء لدى افتتاح الأسبوع الثاني والخمسين للصلاة لأجل وحدة المسيحيين.
وكان البابا فرنسيس قد دعا في السنة الماضية إلى “الاعتراف بهِبات الله للمسيحيّين الآخرين”، مُحذِّراً من “خطيئة احتقار أو التقليل من قيمة الهبات التي منحها الله للإخوة الآخرين، والاعتقاد أنّهم أقلّ امتيازاً منّا. إن تَغَذَّيْنا بأفكار مماثلة، سنسمح للنِعمة بأن تصبح مصدراً للكبرياء والظُلم والانقسام”.