البابا بندكتس ليس مؤلّفًا مشاركًا في كتاب “من أعماق قلوبنا” الذي وقّعه الكاردينال روبيرت سارا دفاعًا عن العزوبية الكهنوتية. “نأى بنفسه عن تأليف هذا الكتاب بحسب ما أعلن أمين سرّه الخاص المونسنيور جورج غانوين عشية صدور الكتاب (في 15 كانون الثاني باللغة الفرنسية).
وأشار المونسنيور غانسوين إلى الوكالة النمساوية كاثبرس إلى أنه طلب من الناشر (Fayard) بإزالة اسمه وصورته من غلاف الكتاب وأن يُزال توقيعه من المقدمة والخاتمة، التي لم “يساهم في كتابتها” على عكس النص الموجود داخل الكتاب. كتبه في صيف 2019 قبل السينودس حول الأمازون الذي تطرّق إلى مسألة سيامة كهنة متزوّجين وسلّمه إلى الكاردينال سارا.
وكان يعلم البابا الفخري أنّ هذا النص يجب أن يُنشَر في كتاب من دون معرفة البرنامج التحريري ومن دون أن يوقّع أي شيء مع الناشر. بالنسبة إلى المونسنيور غانسوين، حصل “سوء تفاهم” من دون التشكيك بحسن نيّة الكاردينال سارا”.
غرّد عميد العبادة الإلهية وتنظيم الأسرار على حسابه الخاص على تويتر مؤكّدًا طلبه للبابا بندكتس السادس عشر بكتابة نص في الكتاب: “نظرًا للخلافات التي نجمت عن نشر الكتاب “من أعماق قلوبنا”، تقرر أنّ يُكتَب: كاردينال سارا بمساهمة البابا بندكتس السادس عشر. ومع ذلك، يبقى النص كما هو من دون أي تغيير”.
كذلك، نشر الكاردينال سارا ثلاث رسائل تواصل فيها مع البابا الفخري موضحًا تفاصيل تعاونه. في الرسالة الأولى التي تعود إلى تاريخ 20 أيلول 2019، كتب البابا بندكتس السادس عشر أنه “يبدأ في كتابة بعض تأمّلات عن الكهنوت”، ولكن لأنّ قواه قد خارت أوقف عمله.
ثم ما لبث أن أخذ قلمه من جديد بعد طلب “مفاجئ” من العميد حول “نص بشأن الكهنوت، وتحديدًا العزوبية”. وأضاف: “أترك لك الحرية أن تلقي نظرة على هذه الملاحظات التي أشعر بأنها غير كافية، وترى ما إذا كانت مفيدة لكتابك”.
ثم أرسل البابا الفخري نصه في 12 تشرين الأول 2019 وكتب مرّة أخرى في 25 تشرين الأول شاكرًا الكاردينال: “لقد تأثّرت بشدّة بالطريقة التي فهمت فيها نواياي الأخيرة. كنت قد كتب سبع صفحات منهجية تفسّر نصي وأنا سعيد أن أقول لك أنك استطعت أن تقول الأساس في نصف صفحة”.
سمح إذًا البابا بندكتس السادس عشر بنشر نصه، من دون أن يعلم أنّ اسمه سيُدرَج كمساعد في التأليف.