Pixabay - Free for Commercial use

كيف نبدأ سماؤنا على الأرض؟

كلمة يا ليت

Share this Entry

نقضي الحياة بين ال ” يا ليت ” :
يا ليت زمني يعود الى أمسٍ
أو
يا ليت زمني يقفز الى غدٍ
و هكذا لا تقبض أيدينا لا على ماضٍ و لا آتٍ و لا حاضرٍ !!
و بالحديث عن ال ” يا ليت ” : يا ليتنا ندرك أن كل أوقاتنا على الأرض سيشوبها نقص ما لأننا على عكس الله الذي يتمتع بالاكتفاء الذاتي والكمال ، نعيش بمحدودية. سينزلق من أيدينا على الدوام أمرٌ ما، قد يبقى في الماضي فنتحسر عليه أو نظنه في غدٍ نستعجله …
و لكن ما بين أيدينا هو فقط هذا الحين:
هذا ” الآن” وال ” هنا” و فيه – حين يقترن بالإيمان – الهناء!
من الجميل أن اللغة اليونانية حين تتحدث عن “الوقت” تميّز كلمتين :

(كرونوس) Chronos
كلمة تُعنى بالتسلسل الزمني للأيام: هو ” الزمن ” يحكمه إيقاع حركة الأرض أمام الشمس. الله نفسه رسم هذا المقياس في إبداعه حين “غزل” الأنوار السماوية ” لتفصل بين النهار و الليل و تكون لايات و اوقات و ايام و سنين”…

(كايروس) Kairos
كلمة أخرى متصلة أيضاً بالوقت و لكن هي معنيّة بتلك اللحظات التي و إن حصلت بالزمن إلا أنها تبقى خالدة ، تطبع حياة الإنسان .كايروس هو تجسيد للفرصة التي تُحدث تأثيراً … نعم هي إبنة الوقت و لكن ذاك النوع من الوقت الذي تحت لمسة الله يأخذ بعداً خالداً لا يطويه الوقت!
فلنبحث إذن أن نعيش الحاضر الذي بين أيدنا لحظات (كايروس)، و نعانق المعنى في (الآن و هنا) كي لا نظل هائمين ضائعين في قطار يتنقل في سكة امنياتنا بين ماضٍ و غدٍ تحت ثقل الكرونوس الذي لا يستريح! اليوم ، فلنقصد أن نعيش اللحظة الآنية لحظة ثمينة فيها نبحث أن تتآلف قراراتنا مع مشيئة الرب :
فهكذا تبدأ سماؤنا على الأرض!

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير