نقضي الحياة بين ال ” يا ليت ” :
يا ليت زمني يعود الى أمسٍ
أو
يا ليت زمني يقفز الى غدٍ
و هكذا لا تقبض أيدينا لا على ماضٍ و لا آتٍ و لا حاضرٍ !!
و بالحديث عن ال ” يا ليت ” : يا ليتنا ندرك أن كل أوقاتنا على الأرض سيشوبها نقص ما لأننا على عكس الله الذي يتمتع بالاكتفاء الذاتي والكمال ، نعيش بمحدودية. سينزلق من أيدينا على الدوام أمرٌ ما، قد يبقى في الماضي فنتحسر عليه أو نظنه في غدٍ نستعجله …
و لكن ما بين أيدينا هو فقط هذا الحين:
هذا ” الآن” وال ” هنا” و فيه – حين يقترن بالإيمان – الهناء!
من الجميل أن اللغة اليونانية حين تتحدث عن “الوقت” تميّز كلمتين :
(كرونوس) Chronos
كلمة تُعنى بالتسلسل الزمني للأيام: هو ” الزمن ” يحكمه إيقاع حركة الأرض أمام الشمس. الله نفسه رسم هذا المقياس في إبداعه حين “غزل” الأنوار السماوية ” لتفصل بين النهار و الليل و تكون لايات و اوقات و ايام و سنين”…
(كايروس) Kairos
كلمة أخرى متصلة أيضاً بالوقت و لكن هي معنيّة بتلك اللحظات التي و إن حصلت بالزمن إلا أنها تبقى خالدة ، تطبع حياة الإنسان .كايروس هو تجسيد للفرصة التي تُحدث تأثيراً … نعم هي إبنة الوقت و لكن ذاك النوع من الوقت الذي تحت لمسة الله يأخذ بعداً خالداً لا يطويه الوقت!
فلنبحث إذن أن نعيش الحاضر الذي بين أيدنا لحظات (كايروس)، و نعانق المعنى في (الآن و هنا) كي لا نظل هائمين ضائعين في قطار يتنقل في سكة امنياتنا بين ماضٍ و غدٍ تحت ثقل الكرونوس الذي لا يستريح! اليوم ، فلنقصد أن نعيش اللحظة الآنية لحظة ثمينة فيها نبحث أن تتآلف قراراتنا مع مشيئة الرب :
فهكذا تبدأ سماؤنا على الأرض!