“إنّ أيّام الشبيبة العالميّة التالية ستحصل في البرتغال”: بهذه الكلمات، ومنذ سنةٍ، تحديداً في 27 كانون الثاني 2019، أعلن الكاردينال كيفن جوزف فاريل (عميد دائرة العلمانيّين والعائلة والحياة) عن مكان إقامة أيّام الشبيبة العالميّة التي ستحصل في ليشبونة سنة 2022، وهي صيغة تُعلَن، بسب التقليد، عند نهاية قدّاس اختتام أيّام الشبيبة العالميّة، والذي ترأسه البابا فرنسيس في باناما السنة الماضية. واليوم، كما أورده القسم الفرنسيّ من موقع “فاتيكان نيوز”، تُقام الخطوات الأولى باتّجاه البرتغال!
بعد باناما، انطلقت الاستعدادات على أرض البرتغال بهدف استقبال شباب العالم بعد سنتين (مع العِلم أنّ تاريخ إقامة الأيام العالمية لم يُحدَّد بعد). وقد انعقد اجتماع تنظيم في كويمبرا في الأيّام الأخيرة، شارك فيه الأب جواو شاغاس المسؤول عن قسم الشباب في دائرة العلمانيين والعائلة والحياة.
وأعلن شاغاس أنّ “البرتغال بلد منفتح بطبيعته، وهو يميل إلى النظر نحو خارج أراضيه. لهذا السبب، يُتوقّع مشاركة كبيرة من شبابه ومن شباب أوروبا والعالم أجمع.
مرحلة أولى في روما بتاريخ 5 نيسان
“سيُمثّل لقاء سنة 2022 لحظة انفتاح جديدة على العالم بالنسبة إلى البلد وإلى الكنيسة بحدّ ذاتها. وبكلمات أخرى، ستكون لحظة إعادة اكتشاف النداء العالميّ للإيمان”.
كما وشرح شاغاس أنّ اجتماعاً تحضيرياً سيحصل مع ممثّلين عن المؤتمرات الأسقفية في العالم أجمع، على أن يتمّ خلاله تقييم ثمار أيّام باناما العالمية، وثمار السينودس حول الشباب الذي انعقد سنة 2018.
أمّا التاريخ الرسميّ الأوّل الذي تمّ تحديده فهو 5 نيسان 2020، أي أحد الشعانين، وهو اليوم الذي ستتسلّم فيه بعثة من شباب البرتغال في روما رمزَي أيام الشبيبة العالمية: الصليب والأيقونة.
صليب أيّام الشبيبة العالمية، 36 سنة من التاريخ
لهذين الرمزَين قصّة قديمة: في سنة 1984 المقدّسة، قرّر يوحنا بولس الثاني (البابا الذي أسَّس أيّام الشبيبة العالمية) وضع صليب قرب مذبح بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان. إذاً، تمّ وضع صليب خشبيّ كبير تعدّى ارتفاعه الثلاثة أمتار. ومع نهاية 1984، وبعد إغلاق الباب المقدّس، عهد البابا البولنديّ بالصليب إلى شباب العالم. فقام الصليب بحجّه الأوّل إلى ميونخ الألمانية لمناسبة يوم الكاثوليك.
أمّا في كانون الثاني 1985، أي سنة الشباب العالميّة، ونزولاً عند طلب يوحنا بولس الثاني، فقد حملت مجموعة من الشباب الألمانيين الصليب إلى براغ، ثمّ إلى إيطاليا وفرنسا ولوكسمبورغ وإيرلندا واسكتلندا ومالطا وألمانيا. وفي كانون الأول 1985، أعلن الحبر الأعظم أنّ يوماً عالمياً للشبيبة سيُحتفل به كلّ سنة بدءاً من يوم الشعانين المقبل (أي في سنة 1986). وهكذا، كان الصليب موجوداً خلال اليوم السنويّ الأوّل في أبرشية روما.
بعد ذلك، حُمِل الصليب إلى زوايا العالم الأربع، إلّا أنّه تضرّر بسبب الرحلات المتعدّدة، لذا وُضع سنة 1996 في روما وصُنعت نسخة عنه لتُرافق الشباب.
بالإضافة إلى ذلك، ومنذ سنة 2003، يُسافر الصليب مع نسخة لأيقونة “مريم خلاص الشعب الرومانيّ”، وهي ترمز إلى وجود مريم الأمّ إلى جانب الشباب، كما أراده يوحنا بولس الثاني.
واليوم، يوصلنا هذا إلى موضوع أيام الشبيبة العالمية المقبلة “نهضت مريم مُسرعة”، المُقتَبَس من إنجيل لوقا.