“من يحبّ، بمساعدته الآخر بشكل ملموس، يعلّم أيضًا كيفيّة الحبّ” هذا ما وعظ به الأب بيترو بوفاتي في عظته السابعة التي كانت مخصّصة “للطريق في الصحراء” أثناء الرياضة الروحية للكوريا الرومانية مشيرًا إلى أنّ عمل الرحمة الجسدي هو أيضًا عمل رحمة روحيّ.
الله، معلّم التاريخ
بالنسبة إلى الأب بوفاتي، في تاريخ الخروج، الصحراء هي “مكان العناية”، المكان الذي فيه كشف الله عن ذاته باعتباره إله العهد مع إسرائيل، الإله الصالح والأمين، وفي الوقت نفسه، الإله القدير الذي تخضع له كلّ القوى الكونيّة: إنه “مهندس” تاريخ الخلاص، تاريخ تتحقّق فيه “حرية الإنسان، بطاعته أو تمرّده ضدّ الله”؛ الله يعمل بشكل مثير للإعجاب في التاريخ إنما يجب ألاّ نختزل الإنسانية “لكائن سلبي خالص”.
ليس من دون الحريّة الإنسانيّة
بالنسبة إلى الأب بوفاتي، إنّ عمل الله في التاريخ كما يظهره الكتاب المقدس، يأخذ بعين الاعتبار مقاومات الإنسان ويريد أن يحصل على إجابات على الدوام، هو لا يفرض ذاته ويبغي علاقة مع الخليقة، من بينها “التعاون الشجاع”. من هنا، تحقيق عمل الله الخلاصي في الشؤون الإنسانية يعتمد إلى حد ما على الإنسان”.
إنّ السنوات الأربعين التي مضت في الصحراء تعني “كلّ الوجود” بحسب ما فسّر الواعظ: الصحراء هي “تمثّل أرضنا” حيث يتألّم الإنسان إنما الله يكشف ذاته له من خلال العمل عبر خدّامه”.
الإصغاء المزدوج
شدّد الواعظ على لعبة الحريّات: “علينا أن نتحمّل مسؤولية القيام بعمل الخير كما لو كانت أيدينا هي أيدي الله”، لأن هذا ما يحدث عندما “يعيش خادم الله فضيلة الإصغاء المزدوج” الإصغاء إلى صوت الله والإصغاء إلى صرخة الناس الذين أوكلوا إليه”.
عندما نحبّ نعلّم الحبّ
تحدّث الواعظ عن نعمة الشريعة. في الصحراء، وضع الله شريعة للشعب وهذا يعني أنه “حتى في فعل الخلاص، يجب تعليم العلاقة المطيعة للربّ” من هنا، “عندما نحبّ، نعلّم الحبّ وفي عمل الرحمة الجسدي، نقوم أيضًا بأعمال رحمة روحيّة، نلمس قلب الأشخاص، وندفعهم هكذا إلى الإيمان بالله والتصرّف بحسب مشيئة الله أي الحبّ”.