"اختارنا الله مجّاناً، بلا أيّ استحقاق": هذا ما أشار إليه البابا فرنسيس صباح اليوم خلال القدّاس الذي احتفل به من دار القدّيسة مارتا، بناء على ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسيّ في زينيت.

وقد قال البابا: "في القراءة الأولى، إنّ اختيار الراعي داود كملك يجعلنا نفكّر: كان صبيّاً اعتياديّاً يلعب ويُدبِّر الحِيل ككلّ الصبيان الآخرين. لم يكن تقيّاً يصلّي كلّ يوم. وقد اختار الرب الفتى المحدود، والذي لم يكن لديه ألقاب، ولا شيء آخر".

كما وشرح الأب الأقدس أنّ "الله عندما يختار أحدهم، يُظهر مجانيّته وحريّته. وبالإضافة إلى ذلك، ما يراه الإنسان لا يهمّ. ففي الواقع، الإنسان يرى الظاهر، إنّما الرب يرى القلب".

ثمّ دعا الحبر الأعظم في عظته إلى التساؤل: "كيف اختارنا الرب؟ هل لأنّنا من عائلة مسيحيّة أو ثقافة مسيحيّة؟ لا. هناك العديد من العائلات المسيحيّة أو الثقافات المسيحيّة ترفض الرب. لكن كيف نحن هنا، بعد أن اختارنا الرب؟ مجّاناً، وبلا أيّ استحقاق".

وأصرّ البابا على أنّنا لم ندفع شيئاً لنصبح مسيحيّين. "نحن الكهنة والأساقفة لم ندفع شيئاً لنُصبح كهنة أساقفة، على الأقلّ هذا ما أعتقده... لأنّ هناك مَن يودّون متابعة "مهنتهم الكنسيّة" ويتصرّفون بطريقة سمعانية، باحثين عن نفوذ ليصبحوا هكذا... إنّهم وصوليّون! لكن هذا ليس مسيحيّاً. فكَون المرء مسيحيّاً ومُعمَّداً وكاهناً أو أسقفاً هو مجانية محض. إنّ هبات الرب لا تُشتَرى!"

وتابع قائلاً: "القداسة تعني حماية هذه الهبة، ليس أكثر. في الحياة الطبيعيّة، غالِباً ما نلجأ إلى حاكم أو موظّف للحصول على وظيفة أعلى... لكن كون المرء مسيحياً وكاهناً أو أسقفاً هو هبة فقط. وهبة الله الكبيرة، أي الروح القدس، هي نعمة، لأنّ الروح يُقدَّم لنا بلا أيّ استحقاق من قبلنا. لذا، يُطلَب من المسيحيّ أن يكون متواضعاً".

ثمّ ختم الأب الأقدس عظته مُحذِّراً: "إن نسينا نحن المسيحيين شعب الله، بمن فيه الشعب غير المؤمن، وإن نسينا نحن الكهنة قطيعنا، وإن شعرنا نحن الأساقفة أنّنا أكثر أهمية من غيرنا، نكون ننكر هبة الله، وكأنّنا نقول للروح القدس: "عُد إلى الثالوث، استرِح، وأنا أتدبّر أمري لوحدي". وهذا ليس مسيحيّاً، وليس حماية للهبة".