أيها الشباب الأعزّاء،
منذ أكتوبر/تشرين الأوّل 2018، مع سينودس الأساقفة حول موضوع الشبيبة والإيمان وتمييز الدعوات، بدأت الكنيسة مسيرة للتفكير في وضعكم في عالم اليوم، وفي بحثكم عن معنى لحياتكم وعن مشروع حياة، وفي علاقتكم مع الله. وفي يناير/ كانون الثاني 2019، التقيت مع مئات الآلاف من زملائكم من جميع أنحاء العالم، اجتمعوا لليوم العالمي للشبيبة في دولة بنما. إن أحداثًا من هذا النوع -السينودس واليوم العالمي للشبيبة- تعبّر عن بعد أساسيّ للكنيسة: “السير معًا”.
كلّ مرّة نصِل، خلال هذه المسيرة، إلى محطّة هامّة، يتحدانا الله، والحياةُ نفسها، لننطلق من جديد. وأنتم الشباب خبراء في هذا! تحبّون السفر، واكتشاف أماكن وأوجه لم يسبق أن رأيتموها من قبل، وعيش خبرات جديدة. لذلك اخترت لكم مدينة لشبونة، عاصمة البرتغال، كوجهةٍ لمسيرة حجّكم، التي تجمعكم من كلّ القارّات، في عام 2022. لقد انطلق العديد من الشباب من تلك الأرض، في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، بما في ذلك العديد من المرسَلين، إلى بلاد مجهولة، كي يشاركوا الشعوب والأمم الأخرى، اختبارهم مع يسوع. سوف يكون موضوع اليوم العالمي للشبيبة في لشبونة: “قَامَت مَريمُ فمَضَت مُسرِعَة” (لو 1، 39). في العامين السابقين، أردت التفكير معكم حول آيتين من الكتاب المقدس: “يا فتى، أقولُ لَكَ: قُمْ!” (را. 7، 14)، في عام 2020، و”قُمْ على قَدَمَيكَ! إني أقيمك شاهِدًا لِلرُّؤْيا الَّتي رَأَيتَ” (را. رسل 26، 16)، في عام 2021.
كما ترون، إن الفعل المشترك بين المواضيع الثلاثة هو “قم”. يأخذ هذا التعبير أيضًا معنى القيامة، والنهوض من النوم للعودة إلى الحياة. ويتكرّر هذا الفعل في الإرشاد الرسولي المسيح يحيا (Christus vivit)، الذي كرّستُه لكم بعد سينودس عام 2018 والذي تقدمه لكم الكنيسة، إلى جانب الوثيقة النهائية، منارةً تنير دروب حياتكم. أتمنّى من كلّ قلبي أن تتزامن المسيرة التي ستقودنا إلى لشبونة، في الكنيسة بأكملها، مع التزام قويّ بتنفيذ هاتين الوثيقتين، في توجيه عمل المسؤولين عن رعوية الشبيبة.
ننتقل الآن إلى موضوع هذا العام: يا فتى، أقولُ لَكَ: قُمْ! (را. لو 7، 14). سبق أن ذكرت هذه الآية من الإنجيل في الإرشاد المسيح يحيا: “إن كنت قد فقدت حيويّتك الداخليّة، وأحلامك، والاندفاع، والأمل والسخاء، يقف يسوع أمامك كما وقف أمام ابن الأرملة الميت، وبكلّ قوّة قيامته يقول لك: »يا فتى، أقولُ لَكَ: قُمْ«” (رقم 20).
يروي لنا هذا المقطع كيف صادف يسوع، عند دخوله بلدة نائين، في الجليل، موكبَ جنازة كان يشيِّع فتى إلى مثواه الأخير، وهو ابن وحيد لأمٍّ أرملة. يسوع، أخذته الشفقة لألم هذه المرأة الشديد، فصنع المعجزة وأقام ابنها من الموت. لكن المعجزة أتت بعد سلسلة من المواقف والأعمال: “لَمَّا رآها الرَّبّ أَخذَتُه الشَّفَقَةُ علَيها، فقالَ لَها: «لا تَبكي!» ثُمَّ دَنا مِنَ النَّعْش، فلَمَسَه فوقَفَ حامِلوه“ (لو 7، 13- 14). لنتوقّف ونتأمّل في أعمال الربّ هذه وكلماته.
رؤية الألم والموت
ألقى يسوع نظرةً متنبهة على موكب الجنازة هذا، ليست نظرة عابرة. فرأى وسط الجمع وجهَ امرأة في ألم شديد. وولّدت نظرتُه اللقاءَ، واللقاء مصدر حياة جديدة. لا يحتاج إلى كلام كثير.
وأنا كيف أنظر؟ هل أنظر بانتباه؟ أم ألقي نظرة عابرة كما أتصفّح بسرعة آلاف الصور على هاتفي النقالّ أو على حسابات التواصل الاجتماعي؟ كم من مرّة نشهد ونرى بأعيننا، في يومنا، العديد من الأحداث، دون أن نجعلها جزءًا من حياتنا. وردّة فعلنا الأولى أحيانًا هي تصوير المشهد بالهاتف المحمول، وقد لا ننظر إلى الأشخاص المعنيّين في أعينهم.
إننا نواجه من حولنا، ولكن أيضًا في داخلنا أحيانًا، وقائع موت جسديّ أو روحي أو عاطفيّ أو اجتماعيّ. هل ندرك ذلك أم أننا نترك النتائج تكون ما تكون وحسب؟ هل ننتبه لما نرى أم نترك النتائج بدون أن تترك فينا أي أثر. هل نقدر أن نعمل شيئا لنعيد الحياة؟
أفكّر في العديد من الأوضاع السلبّية التي يعاني منها الشباب في سنكم. هناك على سبيل المثال، الذين يخاطرون بكلّ شيء اليوم، ويعرّضون حياتهم للخطر بمغامرتهم في تجارب متطرفة. وآخرون “ماتوا” لأنهم فقدوا الرجاء. سمعت شابّة تقول: “أرى، بين أصدقائي، من فقد الرغبة في الحياة، أضاع شجاعة حتى النهوض”. لسوء الحظ، إن الإرهاق ينتشر أيضًا بين الشبيبة، وقد يؤدّي في بعض الحالات إلى محاولة الانتحار. كم من الأوضاع تسود فيها اللامبالاة، وتلقي بالشاب في هاوية الغمّ والندم! كم من الشباب يبكون ولا أحد يسمع صرخة روحهم! ومن حولهم نظرات مشتتة، لا مبالية، وشباب يستمتعون بأوقاتهم السعيدة، وحدهم بعيدين عن الناس.
هناك من يحاول أن يعيش في السطحية، يظن أنه حيّ ولكنه ميت في داخله (را. رسل 3، 1). قد يجد نفسه في سنّ العشرين، يجرّ حياته إلى الأسفل، لا إلى الأعلى، إلى علو كرامته. كلّ شيء يصبح “نتحمل الحياة” مع البحث عن بعض العزاء، بعض الترفيه، والقليل من الانتباه والمودة من قبل الآخرين… انتشرت اليوم أيضًا “نرجسيّة رقميّة”، تؤثّر على الشباب والبالغين. كثيرون يعيشون بهذه الطريقة! وقد تَنَشَّق بعضُهم روح المادّيةَ فلا يفكّرون إلا في كسب الأموال وفي استقرارهم المادي، كما لو كان هذا هدف الحياة الأوحد. على المدى الطويل، سوف يظهر حتمًا شعورٌ داخلي بالانزعاج، واللامبالاة، والضجر من الحياة، ويزداد شيئا فشيئا حتى يصبح خانقًا.
قد تكون الإخفاقات الشخصيّة أيضًا هي سبب المواقف السلبيّة، عندما نلتزم بأمر عزيز علينا ونرى أنه لا يتقدّم أو لا يصل إلى النتائج المرجوّة. قد يحدث هذا في مجال الدراسة، أو في الطموحات الرياضيّة أو الفنّية… نهايةُ “حلم” يمكن أن تجعلنا نشعر بأننا أموات. لكن الإخفاقات هي جزء من حياة كلّ إنسان، وقد تكون أحيانًا نعمة! وغالبًا ما نعتقد أن شيئًا ما هو مصدر السعادة ثم يتبيّن لنا أنه وهمٌ و”صنم” من أصنام هذا الزمن. الأصنام تطلب منّا كلّ شيء فتستعبدنا، ولا تقدّم لنا شيئًا في المقابل. وفي النهاية تنهار، ولا يبقى منها سوى الدخان والغبار. بهذا المعنى، الإخفاقات، إذا تسبّبت في انهيار الأصنام، فهي خير لنا، حتى ولو أوجعتنا.
يمكن أن نستمر في تعداد أشكال أخرى من الموت المادي أو المعنويّ التي تواجه الشابّ، مثل الإدمان والجريمة والبؤس والمرض الخطير… لكني أترككم تفكّرون أنتم شخصيًّا لتدركوا ما هو سبب “الموت” فيكم أو في شخص قريب منكم، في الحاضر أو في الماضي. تذكّروا في الوقت نفسه فتى الإنجيل، الذي كان ميتًا، ثم عاد إلى الحياة بقوة “نظرة”، لأن شخصًا نظر إليه وأراد له أن يعيش. هذا يمكن أن يحدث اليوم وكلّ يوم أيضًا.
أشفق عليها
يتكلم الكتاب المقدّس مرارًا على شعور من يتأثرون في عمق أحشائهم بألم غيرهم. تأثَّر يسوع فشارك في واقع ومعاناة غيره. فأخذ على نفسه بؤس غيره. أصبح ألمُ تلك الأمّ ألمَه. وموتُ ذاك الابن صار موتَه.
أنتم الشباب في مناسبات عديدة، تُظهِرون أنكم تعرفون أن تشاركوا الغير مشاعرهم. يكفي أن نرى كيف أن الكثير منكم يبذلون ذاتهم عندما تتطلّب الظروف ذلك. فما من كارثة أو زلزال أو فيضان حتى ترى مجموعات من المتطوّعين الشباب، مستعدّين لمدّ يد المساعدة. والتطوع الكبير للشباب الذين يريدون الدفاع عن الخليقة يشهد أيضًا لقدرتكم على سماع صرخة الأرض.
أعزّائي الشباب، لا تسمحوا لأحد بأن يسلبكم هذه المشاعر. ليتكم تسمعون دومًا أنين المعذبين فتتأثروا وتشفقوا على أولئك الذين يبكون ويموتون في عالم اليوم. “بعض الواقع في الحياة لا يمكن أن نراه إلّا بأعينٍ غَسَلتها الدموع” (المسيح يحيا، 76). إذا عرفتم أن تبكوا مع مَن يبكي ستكونون سعداء حقًا. العديد من الشباب في سنكم محرومون فرص الحياة، ويعانون من العنف والاضطهاد. لتكن جراحُهم جراحَكم، وستصبحون حاملي رجاء في هذا العالم. ستقدرون أن تقولوا لأخيكم وأختكم: “قم، لست وحدك”، فتجعلونهم يختبرون هم أيضًا أن الله الآب يحبّنا وأن يسوع هو يد الله الممدودة كي يقيمنا.
اقترب ولمس
أوْقَف يسوع موكب الجنازة. واقترب، صار قريبًا جدًّا. القرب يدفع إلى أبعد ما يمكن ويصبح عملًا شجاعًا ليحيا الآخر. حركة نبويةّ. هي لمسة يسوع، الحيّ، التي تعطي الحياة. لمسة تفيض الروح القدس في جسد الصبي الميت وتعيد تشغيل وظائفه الحيوية.
تلك اللمسة اخترقت الاكتئابَ واليأس. إنها لمسة الإله التي تصل أيضًا من خلال الحبّ البشريّ الأصيل وتفتح مساحات غير متوقّعة من الحرّية والكرامة والرجاء والحياة الجديدة والكاملة. إن فعاليّة هذه الحركة من يسوع لا يمكن أن تقاس. هذا يعلِّمنا أن حركة نقترب بها، بسيطة وعملية، يمكن أن تصبح قوّة قيامة.
نعم، أنتم أيضًا أيها الشباب تستطيعون أن تقتربوا من واقع الألم والموت الذي تصادفونه، باستطاعتكم أن تلمسوه وأن تمنحوا الحياة مثل يسوع. هذا ممكن، بفضل الروح القدس، إن أنتم تركتموه يلمسكم بحبّه أوّلًا، وإن غَمَر الحنانُ قلبَكم إذ اختبرتم صلاحه تجاهكم. لذلك، إذا شعرتم في داخلكم حنان الله الشديد لكلّ مخلوق حيّ، وخاصةً للأخ الجائع والظمآن والمريض والعريان والسجين، فسوف تستطيعون الاقتراب منه مثله، ولمسه مثله، ومنح حياته لأصدقائكم الذين ماتوا في داخلهم، والذين يتألّمون أو الذين فقدوا الإيمان والرجاء.
“يا فتى، أقولُ لَكَ: قُمْ!”
لا يذكر الإنجيل اسمَ ذاك الفتى الذي أقامه يسوع في نائين. وهذه دعوة للقارئ كي يتماهى معه. يسوع يوجه كلامه إليك، إليّ، إلى كلّ واحد منّا، ويقول: “قم!”. نحن نعلم جيّدًا أننا نحن المسيحيّين أيضًا، نقع ويجب أن ننهض دائمًا. وحده الذي لا يسير لا يسقط، ولكنه أيضًا لا يتقدّم. ولذا يجب أن نقبل أن يتدخّل المسيح في حياتنا، ويجب أن نجاهر بإيماننا بالله. والخطوة الأولى هي أن نقبل بأن نقوم. الحياة الجديدة التي سيمنحنا إياها الله هي جيّدة وتستحقّ أن تُعاش، لأن الذي سوف يدعمها سوف يرافقنا أيضًا في المستقبل دون أن يتركنا أبدًا، وسوف يساعدنا على قضاء حياتنا بطريقة كريمة ومثمرة.
انه حقًّا خلق جديد، ولادة جديدة. ليست حالة نفسية تتبدل. من المحتمل أن يكون قد سمع العديد منكم، في الأوقات الصعبة، “الكلمات “السحرية” التي أصبحت عصرية اليوم ونفترض أن فيها الحلّ لكلّ شيء: “يجب أن تؤمن بنفسك”، “يجب أن تجد العون في داخلك”، “يجب أن تعي طاقتك الإيجابية”… لكن كلّ هذه الكلمات، هي فقط كلمات، ولمن مات حقا “في داخله”، فإنها لا تعني شيئا. أمّا كلمة المسيح فلها وزنٌ آخر، إنها أسمى بكثير. إنها كلمة إلهيّة وخلّاقة، وحدها تستطيع إعادة الحياة حيث تلاشت الحياة.
الحياة الجديدة، “حياة قائم من الموت”
يقول الإنجيل إن الفتى “أخذ يتكلّم” (لو 7، 15). أوّل ردّة فعل لشخص لمسه المسيح وعاد إلى الحياة هو أن يعبّر عن نفسه، ويُظهر، دون خوف ودون عقد، ما في داخله، شخصيّتَه، ورغباته واحتياجاته وأحلامَه. ربما لم يفعل ذلك من قبل، لأنه كان مقتنعًا أن ما من أحدٍ يستطيع فهمه!
التكلّم يعني أيضًا إنشاء علاقة مع الآخرين. عندما يكون الإنسان “ميتًا”، ينغلق على ذاته، وتتوقّف العلاقات، أو تصبح سطحيّة، أو كاذبة أو مرائية. عندما يعيد يسوع إلينا الحياة، فإنه “يعيدنا” إلى الآخرين (را. آية 15).
في أيامنا هذه، غالبًا ما يكون هناك “اتّصال” لكن دون تواصل ومشاركة. إن استخدام الأجهزة الإلكترونية، إذا لم يكن معتدلًا، يستطيع أن يجعلنا متعلقين دائمًا بالشاشة. من خلال هذه الرسالة، أودّ أيضًا أن أطرح، معكم أيها الشباب، تحدّيًا هو “تغيير ثقافي”، انطلاقًا من دعوة يسوع: “قم!”. في ثقافةٍ تريد أن تعزل الشباب وتغلقهم في عوالم افتراضية، فلننشر كلمة يسوع هذه: “قم!”. إنها دعوة إلى الانفتاح على حقيقةٍ تتجاوز الواقع الافتراضي. هذا لا يعني احتقار التكنولوجيا، بل استخدامها كوسيلةٍ وليس كغاية. “قم” يعني أيضًا “احْلَم”، “جازف”، “التزم بتغيير العالم”، أيقظ رغباتك من جديد، تأمّل في السماء، والنجوم، والعالم من حولك. “قم وكن أنت!”. بفضل هذه الرسالة، العديد من الشباب سوف يستعيد الحياة من حولنا وتصبح الحياة أكثر جمالًا من أيّ واقع افتراضي.
لأنك إن أنت منحتَ الحياة، ستجد من يقبلها. قالت شابّة: “إنك تقوم عن الأريكة إذا رأيتَ شيئًا جميلًا وقرّرت أن تعمل أنت أيضًا مثله”. فالشيء الجميل يثير الرغبة الشديدة. وإذا تحمّس شابّ لشيء ما، أو بالأحرى لشخصٍ ما، فإنه يقوم أخيرًا ويبدأ بصنع أشياء عظيمة. كنتَ ميتًا والآن يمكنك أن تصبح شاهدًا للمسيح وتبذل حياتك من أجله.
أعزّائي الشباب، ما هي رغباتكم وأحلامكم؟ أظهِروها، ومن خلالها اقترحوا على العالم، وعلى الكنيسة، وعلى جميع الشباب، شيئًا جميلًا في المجال الروحيّ والفنّي والاجتماعيّ. أكرّر لكم بلغتي الأم: hagan lìo! أَسمِعوا صوتَكم! سمعتُ من شابّ آخر: “لو كان يسوع شخصًا يهتمّ بأموره الخاصة، لما أقام ابن الأرملة”.
قام الشاب فأعيد إلى والدته. يمكننا أن نرى في هذه الأمّ مريم، أمّنا، التي نعهد إليها بجميع شباب العالم. وفيها، يمكننا أن نرى الكنيسة أيضًا، التي تريد أن ترحّب بحنان بكلّ شابّ وشابة، دون استثناء أحد. لنصَلّ ِإذًا إلى مريم من أجل الكنيسة، حتى تكون دائمًا والدة لأبنائها “الأموات”، فنبكي ونلتمس لهم ولادة جديدة. من أجل كلّ ابن لها يموت، تموت الكنيسة أيضًا، ومن أجل كلّ ابن يقوم، تقوم هي أيضًا.
أبارك مسيرتكم. وأنتم، من فضلكم، لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي.
أُعطيَ في روما، قرب القدّيس يوحنا في اللاتران، 11 فبراير / شباط 2020،
في ذكرى مريم العذراء الكلّية القداسة، سيّدة لورد.
***********
© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2020
© Copyright – Libreria Editrice Vaticana