الإيمان و العقل لا يتعارضان!
ليس الايمان تصديق ما نعرف أنه غير صحيح؛ و لا نؤمن بدون تفكير.
انما الإيمان هو الثقة بما نعرف أنه حقيقي. وعمل العقل هو للمؤمن نعمة من خالقه تميّزه عن بقية خلقه لذا لطالما قامت الكنيسة بتصحيح مسارالهروب من العقل الى السير بإتجاهه. في الثالث من آذار، في كنيستنا المارونية نعيّد للقديس الملفان توما الأكويني الذي أنتج فكراً رائعاً بإتجاه مصالحة المؤمنين مع عمل المنطق . لان الله هو اله كل الحق، يبقى العقل صديق الله دون أن يحده ولا يعادي الإيمان، بل يدعمه، ولو أن الإيمان يسبقه …
واليوم، مع إستجداد خطر إنتشار فيروس الكورونا، كثيرون بيننا يخيّروننا بين العلم والدين. وليس بهذا المسار – على الصعيدين – أي إستبشار!
أفلأن لدينا الإيمان نلقي بذواتنا خارج تحمّل المسؤولية الواعية التي هي من الله هبة؟
أبحجة الإيمان نجرّب الرب؟ نلقي بأنفسنا من علو الهيكل ونتحداه أن يلتقطنا وننسى وصية:
“لا تجرّب الرب إلهك”! إن أكبر أذية نرتكبها تجاه بشارتنا هي أن نحوّل ديننا الى شيء يشبه السحر دون أن نستبعد وجود (الآيات) وهي تلك “المعجزات” التي تحمل رسائل وإشارات تبقى دائماً تحت خانة الإستثناءات!
اليوم، وشفاعة القديس الملفان الأكويني أمامنا، هلمّ بوعي نقارب إيماننا…
* نتطلع صوب الرب و نستلهم على نوره قراراتنا كي تكون واعية و مُحبة في آن ولا تكون وليدة أنانياتنا الضيقة ولا صادرة من منطلقات خاطئة (وكم من المرات نحجز الله في ضيق أفقنا هو من جهلنا بريء). في صلواتنا والزيّاحات نضع صعوباتنا أمامه لا كمجرد ممارسات نلتجئ إليها حين تعجز أيدينا بل كمسار نستلهم منه النور في وسط الظلمات.
* لا تستفزنا إجراءات السلامة التي قد تتخذها كنائسنا ودور العبادة والمزارات وحتى في القداسات. يسيل الكثير من الحبر على موضوع المناولة باليد. فلندرك أن بالعودة الى تاريخ الكنائس الأولى، كان تلقي جسد الرب مباشرة على الأيدي ضمن الجماعات المسيحية الأولى عاديًا وطبيعيًا بشهادات الآباء والقديسين كترتليانوس وباسيليوس ويوحنا الدمشقي…. اهتمامنا كما إهتمام آباء الكنيسة أنذاك، لا يجب أن ينصب على كيفية تلقي جسد الرب على الأيدي أو في الفم مباشرة، بل على حالة النعمة التي يجب على قلوبنا أن تركز عليها. ومن قال ان لساننا “أطهر” من أيدينا؟ فكم من مرة ألسنتنا تقتل الآخر وتقترف ما لم تقترفه أيدينا!!
( و لمن يهتم في المزيد حول هذا الموضوع أنصح بقراءة المقال على الرابط أدناه:
https://ar.zenit.org/…/%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%…/)
* القربان للمؤمنين جسد الرب حين نتناوله نصبح بيوت قربان وحين نطوف الأرض نصبح نحن به تطوافاَ حيّاً ! فهلّم – أبعد من تطواف واحد – لنحمله نوراً ورحمة وبلسماً في كل يوم وكل لحظة وعلى كل بقعة من أرضنا التي هي له عطشى.
اليوم، تقع على المؤمنين مسؤولية جسيمة فبالإستخفاف بالسلامة العامة وبتسخيف الإيمان والإتجار بالقديسين قد نُلحق ضرراً بالوطن ونطيح بالإيمان الصحيح وبالعقل والدين.
اليوم فلنصالح هبتي الرب – الإيمان والعقل – من أجل السلامة لنا أجمعين!