انّ روح التقوى إن لم تقترن بالطاعة تصبح ضربا من ضروب الكبرياء…
“لست أهلاً أن تغسل قدمي”، قال بطرس يوماً للرب غير أن الرب لم ترق له هذه “التقوى” ولا هذا “التواضع”.
“لست أهلاً أن آخذ القربان بيدي” … فهل أنا أهل لآخذه في فمي؟ بلساني كم مرة إقترفت آثاماً أثقل من تلك التي إقترفتها يدي؟!
في الحقيقة عندما نقترب من المناولة، لا نتطلع الى استحقاقنا بل الى تواضع الرب وتنازله. هو خالق الكون ولا يحتويه الكون، بات حاضرًا في قربان هدفه قلوبنا ليحوّلها من قلوب حجرية الى قلوب بشرية مليئة بالنعمة كما أحب أن يشكلّها في يوم خلقها…
كبطرس علينا أن نستدرك ونهتف له إغسلنا …
اليوم علنا ندرك أنه اذا كنا – بمواضيع الإيمان – في طاعتنا لكنيسته إنتقائين فلا مكان لنا فيها لأننا قررنا الخروج عن كلمة الرب عبرها.
يُقال أن أثمن كلمات الإنسان هي التي يقولها على فراش الموت؛ من هنا جاءت أهمية الوصية الأخيرة. في خضم اصلاحها الكرمل حرصت القديسة الملفانة تريزيا الأفيلية ان تظل إبنة الطاعة.
” أموت وأنا إبنة الكنيسة.”
تلك كانت كلمات المعلمة الأفيلية الأخيرة. حبذا لو تكون تذكيراً جيّداً لل”مصلحين” المعترضين على قرارات الكنيسة الأخيرة.
تبقى حريتنا مُقدسة ولكن طاعتنا مُقَدِسة… فعلنا بحريتنا نختار الطاعة فنحيا!!
هل بحريّتنا نختار الطاعة؟
أموت وأنا ابنة الكنيسة